عاصمة الحديد والنار
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الزائر سلام الله عليك
مرحبا بك في منتديات عاصمة الحديد والنار وحبابك الف في عطبرة
هذه الرسالة تدل علي انك غير مسجل لدينا , فإن كنت عضوا تفضل بالدخول وإن لم تكن عضوا تفضل بالتسجيل بعد قراءة قوانين المنتدى الموجودة هنا :
http://atbara.forumn.org/t1-topic#1
وللتسجيل في منظمة عطبرة الخيرية تفضل بقراءة هذه المعلومات :
http://atbara.forumn.org/t6330-topic

ولك التحية
عاصمة الحديد والنار
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الزائر سلام الله عليك
مرحبا بك في منتديات عاصمة الحديد والنار وحبابك الف في عطبرة
هذه الرسالة تدل علي انك غير مسجل لدينا , فإن كنت عضوا تفضل بالدخول وإن لم تكن عضوا تفضل بالتسجيل بعد قراءة قوانين المنتدى الموجودة هنا :
http://atbara.forumn.org/t1-topic#1
وللتسجيل في منظمة عطبرة الخيرية تفضل بقراءة هذه المعلومات :
http://atbara.forumn.org/t6330-topic

ولك التحية
عاصمة الحديد والنار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلاً وسهلاً وحبابك عشرة بلا كشرة يا زائر فى منتديات عطبرة عاصمة الحديد والنار
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 إنها لذة الإيمان

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نسايم عطبره
عطبراوي مشارك
عطبراوي مشارك
نسايم عطبره


عدد الرسائل : 191
1 : إنها لذة الإيمان 161
تاريخ التسجيل : 12/10/2009

إنها لذة الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: إنها لذة الإيمان   إنها لذة الإيمان I_icon_minitimeالأحد يناير 24, 2010 12:08 am

إنها لذة الإيمان


روى الإمام البخاري وغيره عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم – أو تنتفخ – قدماه، فقيل له : يارسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟". وفي البخاري أيضًا عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوء. قلنا: وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم".


وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبا من قيامه"[رواه مسلم].

هذا كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق ابن رواحة حين قال:

وفينـا رسول الله يتـلو كتابه .. . إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا .. .. .. به موقنــات أن ما قـال واقـع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه .. .. .. إذا استثقلت بالمشركين المضاجع



وجاء في كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي: عن سفيان بن عيينة قال: كان قيس بن مسلم يصلى حتى السحر ثم يجلس فيهيج البكاء فيبكي ساعة بعد ساعة ويقول: لأمر ما خُلقنا، لأمر ما خلقنا، وإن لم نأت الأخرة بخير لنهلكن.

وزار يوما محمد بن جحادة فأتاه في المسجد فوجده يصلي فقام قيس في الجانب الآخر يصلي دون أن يشعر به ابن جحادة .. فما زالا يصليان حتى طلع الفجر.

وفي سير أعلام النبلاء للذهبي: كان عبد العزيز بن أبي رواد يوضع له الفراش لينام، فيضع عليه يده ويقول ما ألينك، ولكان فراش الجنة ألين منك. ثم يقوم فيصلي.
وفيه: كان عبد الرحمن بن مهدي يختم كل ليلتين.. يقرأ في كل ليلة نصف القرآن.

وعن معاذة العدوية زوجة صلة بن أشيم قالت: كان صلة بن أشيم يقوم الليل حتى يفتر فما يجيء إلى فراشه إلا حبوا. وقال ثابت البناني: ان رجالا من بني عدي قد أدركت بعضهم إن كان أحدهم ليصلي حتى ما أتى فراشه إلا حبوا ".. وذكروا مثل هذا عن علي بن الفضيل وجماعة .



إنها لذة الطاعة



إن كل هذا الذي سقناه من كثرة الصلاة وطول القيام فيها، وصبر النفس على تحمل مشاق البدن ليدل على أن هناك شيئًا يحمل المتعبدين على الإقبال على عبادتهم من غير ملل، والوقوف فيها من غير نظر إلى تعب أو كلل.. وهذا الشيء لا شك ينسي النفس همومها، ويورث القلب تعلقًا يشغله به عن الإحساس بالتعب، أو حتى الالتفات إلى تورم القدم ثم تفطرها وتشققها من طول الوقوف.



إنها لذة الطاعة، وحلاوة المناجاة، وأنس الخلوة بالله، وسعادة العيش في مرضاة الله؛ حيث يجد العبد في نفسه سكينة، وفي قلبه طمأنينة، وفي روحه خفة وسعادة، مما يورثه لذة لا يساويها شيء من لذائذ الحياة ومتعها، فتفيض على النفوس والقلوب محبة للعبادة وفرحًا بها، وطربًا لها، لا تزال تزداد حتى تملأ شغاف القلب فلا يرى العبد قرة عينه وراحة نفسه وقلبه إلا فيها، كما قال سيد المتعبدين صلى الله عليه وسلم: "حبب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء.. وجعلت قرة عيني في الصلاة".

أي منتهى سعادته صلى الله عليه وسلم وغاية لذته في تلك العبادة التي يجد فيها راحة النفس واطمئنان القلب، فيفزع إليها إذا حزبه أمر أو أصابه ضيق أو أرهقه عمل، وينادي على بلال: "أرحنا بها.. أرحنا بها".



وهذا النوع من لذائذ القلوب والنفوس ذاقه السالكون درب نبيهم والسائرون على هديه وسننه، فجاهدوا أنفسهم وثابروا معها وصابروها في ميدان الطاعة حتى ذاقوا حلاوتها، فلما ذاقوها طلبوا منها المزيد بزيادة الطاعة، فكلما ازدادت عبادتهم زادت لذتهم فاجتهدوا في العبادة ليزدادوا لذة إلى لذتهم.. فمن سلك سبيلهم ذاق، ومن ذاق عرف.

قال بعض السلف: إني لأفرح بالليل حين يقبل لما يلتذ به عيشي، وتقر به عيني من مناجاة من أحب، وخلوتي بخدمته، والتذلل بين يديه، وأغتم للفجر إذا طلع لما اشتغل به.

وكان ثابت البناني يقول: "اللهم إن كنت أعطيت أحدًا الصلاة في قبره فأعطني الصلاة في قبري".
وقال سفيان الثوري: إني لأفرح بالليل إذا جاء، وإذا جاء النهار حزنت.

ولقد بلغت لذة العبادة وحلاوتها ببعض ذائقيها أن قال من شدة سروره: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه – يعني من النعيم – لجالدونا عليه بالسيوف.
وقال آخر مبديًا حزنه وتأسفه على الذين لم يشهدوا هذا المشهد: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها.. قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله ومعرفته وذكره.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة..

إنها الجنة التي لما دخلها الداراني قال: إن أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم... وإنه لتأتي على القلب أوقات يرقص فيها طربا من ذكر الله فأقول: لو أن أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب".

إنها الجنة التي تنسي صاحبها هموم الحياة ومشاقها، بل تنسيه تعب العبادة ونصبها، وكلل الأبدان وملالها، بل وتنسيه الجوع والظمأ، فتغنيه عن الطعام وتعوضه عن الشراب، فهو بها شبعان ريّان، كما في حديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال، فقيل له: إنك تواصل. قال: "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني"[رواه البخاري ومسلم].

يطعمه اللذة والأنس والبهجة، كما قال ابن القيم: " المراد ما يغذيه الله به من معارفه، وما يفيض على قلبه من لذة مناجاته وقرة عينه بقربه، وتنعمه بحبه والشوق إليه، وتوابع ذلك من الأحوال التي هي غذاء القلوب ونعيم الأرواح وقرة العين وبهجة النفوس والروح والقلب بما هو أعظم غذاء وأجوده وأنفعه، وقد يقوى هذا الغذاء حتى يغني عن غذاء الأجسام مدة من الزمان كما قيل:

لها أحاديث من ذكـراك تشغلها .. .. عن الشــراب وتلهيها عن الزاد
لهـا بوجهك نـور تستضيء به . ومن حديثك في أعقابها حادي
إذا شكت من كلال السير أوعدها .. .روح القدوم فتحيا عند ميعــــاد


فقوت الروح أرواح المعاني .. .. .. وليس بأن طعمت وأن شربت

... ... ...


أسباب تحصيل اللذة:

وبلوغ ما بلغه السلف في هذا الباب يحتاج إلى بذل أسباب بذلوها وسلوك سبيل سلكوها:

أولها: مجاهدة النفس

وتعويدها العبادة والتدرج فيها، ولابد من الصبر في البدايات على تعب العبادات وحمل النفس عليها تارة وتشويقها إليها أخرى حتى تذوق حلاوتها؛ فالتعب إنما يكون في البداية ثم تأتي اللذة بعدُ كما قال ابن القيم: "السالك في أول الأمر يجد تعب التكاليف ومشقة العمل لعدم أنس قلبه بمعبوده، فإذا حصل للقلب روح الأنس زالت عنه تلك التكاليف والمشاق فصارت قرة عين له وقوة ولذة"

وقال ثابت البناني: كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة.

وقال بعضهم: سقت نفسي إلى الله وهي تبكي، فمازلت أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك.

والأمر كما قال ربنا تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمعَ الْمُحسِنِينَ}[العنكبوت:96].



ثانيها: الإكثار من النوافل

بكل أنواعها ، وعلى اختلاف صفاتها وأحوالها ، والتنويع فيها حتى لا تمل النفس ، وحتى تقبل ولا تدبر، فتارة نوافل الصلاة، وتارة نافل الصوم، والصدقة ، والبر والصلة فإن كثرة النوافل تورث محبة الملك سبحانه كما في الحديث القدسي:" وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه".



ثالثها: صحبة المجتهدين وترك البطالين

فمن بركة صحبة أهل الصلاح: الاقتداء بهم، والتأسي بحالهم، والانتفاع بكلامهم، والنظر إليهم. قال جعفر بن سليمان: "كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع كأنه وجه ثكلى". (وهي التي فقدت ولدها).
وكان ابن المبارك يقول: "كنت إذا نظرت إلى وجه الفضيل بن عياض احتقرت نفسي". وقد قالوا قديما من لم ينفعك لحظه لم ينفعك لفظه.



رابعها: تدبر القرآن

خصوصًا ما يتلى في الصلوات، فإن في القرآن شفاءً للقلوب من أمراضها، وجلاءً لها من صدئها، وترقيقا لما أصابها من قسوة، وتذكيرًا لما اعتراها من غفلة، مع ما فيه من وعد ووعيد، وتخويف وتهديد، وبيان أحوال الخلق بطريقيهم أهل الجنة وأهل السعير، ولو تخيل العبد أن الكلام بينه وبين ربه كأنه منه إليه لانخلع قلبه من عظمة الموقف، ثم يورثه أنس قلبه بمناجاة ربه، ولوجد من النعيم ما لا يصفه لسان أو يوضحه بيان.

وفي الحديث القدسي عند مسلم: "قسمت الصلاة بين وبين عبدي نصفين. ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي وإذا قال؛ الرحمن الرحيم. قال الله تعالى؛ أثنى علي عبدي. وإذا قال مالك يوم الدين. قال: مجدني عبدي (وقال مرة: فوض إلي عبدي) فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل... فهذا مثال وعلى مثلها فجاهد.



خامسها: الإكثار من الخلوة بالله تعالى

فيتخير العبد أوقاتًا تناسبه في ليله أو نهاره، يخلو فيها بربه، ويبتعد فيها عن ضجيج الحياة وصخبها، يناجي فيها ربه، يبث له شكواه، وينقل إليه نجواه، ويتوسل فيها إلى سيده ومولاه. فلله كم لهذه الخلوات من آثار على النفوس، وتجليات على القلوب؟!
وقد قيل لبعض الصالحين لما أكثر الخلوة: ألا تستوحش؟ قال: وهل يستوحش مع الله أحد؟!!
وقال آخر: كيف أستوحش وهو يقول: وأنا معه إذا ذكرني؟!

فليتك تحلو والحياة مريــــــرة .. .. .. وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر .. .. .. وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين .. .. .. وكل الذي فوق التراب تراب



سادسها: ترك المعاصي والذنوب

فكم من شهوة ساعة أورثت ذلا طويلا، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين، وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة، ويكفي هنا قول وهيب ابن الورد حين سئل: ايجد لذة الطاعة من يعصي؟ قال: لا.. ولا من هم.

فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات وإن غفل عنها المرء لقلة بصيرته وضعف إيمانه أو لفساد قلبه.. قال ابن الجوزي : "قال بعض أحبار بني إسرائيل : يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟ فقيل له : كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟

وأخيرا: الدعاء

فهو سبيل الراغبين، ووسيلة الطالبين، الشفيع الذي لا يرد، والسهم الذي لا يطيش.. فمتى فتح لك منه باب فقد أراد الله بك خيرا كثيرا.. فارفع يديك لمولاك واضرع إلى ربك بقلب خاشع وطرف دامع وجبهة ساجدة، مع قصد وتوجه وتحرق وتشوق وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله ولا يرد سائله أن يمن عليك بلذة العبادات ويملأ بها قلبك ونفسك وروحك فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه.. وفي المسند: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين".

اللهم امين يا رب العالمين
صلى الله عليه وسلم خير الأنام محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن بطوطة
عطبراوي بلاتيني
ابن بطوطة


عدد الرسائل : 9217
رقم العضوية : 174
1 : إنها لذة الإيمان 161
تاريخ التسجيل : 04/11/2008

إنها لذة الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: إنها لذة الإيمان   إنها لذة الإيمان I_icon_minitimeالأحد يناير 24, 2010 12:55 am

شكرا على الموضوع الجميل
اقتباس :
رابعها: تدبر القرآن

اكثر عامل مؤثر من بين العوامل السابقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي محمود الطارقي
عطبراوي مجتهد
عطبراوي مجتهد
علي محمود الطارقي


عدد الرسائل : 253
1 : إنها لذة الإيمان 161
تاريخ التسجيل : 18/01/2010

إنها لذة الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: إنها لذة الإيمان   إنها لذة الإيمان I_icon_minitimeالأحد يناير 24, 2010 3:20 pm

النــاس في طـريقهم الـى الله عز و جـل والسـير إلـى الدار الآخــرة قـد
افترقـوا فريـقيــن ,
وكــانوا على صنفيـن اثنيـن :

صنف جـعـلوا طــاعـة الله عزوجـل هــــي النبـراس , وتلمـسوا كـل سبـيـل
إلـيــها ؛
وتحمـلو العـنــاء في سبيـل تمسكهـم بـطــاعة الله ؛ يـريـدون رضــوان الله والجـنــة ؛
ويفعلون كل ما بوسـعهـم للتـقــرب الــى الله سبـحانه وتعـالــى ؛
وذلك للحصـــول على الأجــر العظيــم ؛ والســـلامــة من الفتن والعـقــوبة ؛ والنجــاة حيــن الوقوف بين يدي الله تـعالــى
...

فالطـاعة هــــي سبيـل الســعــادة ؛ وبهـا منتهــى اللذة , يقـول ابن القيــم رحمـه الله
سمعـت شيـخ الاسـلام ابن تيميــه رحمه الله إن في الدنيــا جنــة من لم يدخلهــا لا يدخل جنــة الآخــرة ...

وصـنف آخــر جعـلـوا المعصيــة هــي القائــد لهــم , ومتعــوا أنفسـهــم بملذات الدنيــا ؛
وعـلى حســاب طــاعة الله سبـحانه وتعالـى , وارتكبــوا المعاصـــي يظنون انها تجلب لهم الســــعــــادة , ولكن لم تجلب لهم في الدنيا ســوى الشـقاء والحــزن , ومازادهم عن الله إلا
بعــداً وضنـكــا ؛ وفي الآخــرة عذابٌ شــديـــد بين يدي الله ...


والذي يسـلـك سبيل المعاصــي فقد حُــرِم الخيــر كلـه , وأصيب بالعقـوبات العاجلـة والآجـلـة ؛ فبعــض الناس يظن أنه إذا تركت العقــوبة العاجلة على المعصيــة فقد ترك العقــاب , وهـذا من الظـن الخـاطــئ ؛
وتذكــروا

أن المعاصــي سبب الذل وهـوان العبــد قال الله تعالى فـي كتـابه الكريـم

{وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18].

والعــز مقــرون بطـاعة الله
لقوله تعالى (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) {فاطر10 }

ولنعلم جميـعاً
أن المعصيــة تطفــئ نــــــور القلـب وأن لا يوفق الإنســان للعلم النافــع والتفقـة في الديــن ,, لان الرسول صـلى الله عليـه وسـلم يقول : من يرد الله بــه خيــراً يفقه
في الديــن ..

فإذا عمل العبد بمعاصي حُــرم العـلم ؛

والعلم نــور يقذفــه الله عزوجـل في قلب العبــد ؛ لذلك لما جـاء الإمــام الشافـعي إلـى الإمــام مالك وقــرأ عليـه ؛ أعجبـه مارأى منه من وفـور فطنته وتوقد ذكــائـه , وكمال فهمــه , فقال له الإمــام مالك رحمه الله _ حين رأى ذلك : إني أرى الله عزوجل ألقــى
على قلبك نــوراً فــــلا تطفئـه بظلـمة المعـصيـة ؛ لذلك كان الشـافـعي رحمه الله
يقول :

شـكـوت إلـى وكيــع سُـــوء حـفظـي
فأرشــدنـي إلـى ترك المعاصــي
وقـــال اعـلـم بــأن العـلـم نـــور
ونــور الله لا يـــوتـيــه عـاصــي






واخيــرا
أســأل الله أن يوفقنا لما يحبـه ويرضــاه ؛ وأن يعزنــا بطــاعته ؛ ولايذلـنا بمعصيــته ؛
وأن يجعلنا هداة مهتـديــن غيــر ضــآليــن ولا مضليــن , وصـلـى الله وسلم على نبينا
محمد وعلى آله وصحبــه أجمعيـــن ...

تقبلي مروري وتقديري ؛؛؛
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسايم عطبره
عطبراوي مشارك
عطبراوي مشارك
نسايم عطبره


عدد الرسائل : 191
1 : إنها لذة الإيمان 161
تاريخ التسجيل : 12/10/2009

إنها لذة الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: إنها لذة الإيمان   إنها لذة الإيمان I_icon_minitimeالإثنين يناير 25, 2010 12:51 am

إنها لذة الإيمان 11603-2-177469315أســأل الله وأن يعزنــا بطــاعته فالطـاعة هــــي سبيـل الســعــادة تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohamed
عطبراوي ذهبي
عطبراوي ذهبي
mohamed


عدد الرسائل : 1645
رقم العضوية : 86
1 : إنها لذة الإيمان 161
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

إنها لذة الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: إنها لذة الإيمان   إنها لذة الإيمان I_icon_minitimeالإثنين يناير 25, 2010 6:59 am

جزاك الله خيرا اختى الكريمه نسايم عطبره على مواضيعك المميزه دائما والمفيده
جعلها الله فى ميزان حسناتك وبوركت جهودك


فتمام نعمة الله على عبده، أن ينزل به من الضر والشدائد ما يلجئه إلى المخاوف حتى يلجئه إلى التوحيد، ويتعلق قلبه بربه فيدعوه مخلصاً له الدين،
فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء، ومستخرج الشكر بالعطاء، يقول وهب بن منبه: ينزل البلاء ليستخرج به الدعاء وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ ]فصلت:51]،
فيحدث للعبد من التضرع والتوكل وإخلاص الدعاء ما يزيد إيمانه ويقينه،
ويحصل له من الإنابة وحلاوة الإيمان وذوق طعمه ما هو أعظم من زوال المرض،
وما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين الذين يصبرون على ما أصابهم فلا يذهبون إلى كاهن ولا ساحر ولا يدعون قبراً، أو صالحاً فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال،
ولكل مؤمن نصيب، فإذا نزل بهم مرض أو فقر أنزلوه بالله وحده، فإذا سألوا سألوا الله وحده، وإذا استعانوا استعانوا بالله وحده، كما هو الحاصل مع نبي الله أيوب وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ]الأنبياء:83].
وتأمل عظيم بلاء أيوب فَقَدْ فَقَدَ ماله كله وأهله ومرض جسده كله حتى ما بقي إلا لسانه وقلبه، ومع عظيم هذا البلاء إلا أنه كان يمسي ويصبح وهو يحمد الله، ويمسي ويصبح وهو راض عن الله، لأنه يعلم أن الأمور كلها بيد الله، فلم يشتك ألمه وسقمه لأحد، ثم نادى ربه بكلمات صادقة ]أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فكشف الله ضره وأثنى عليه، فقال: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ]ص:44


نسأل الله عز وجل أن يهيئ لنا من أمرنا رشداً ، وأن يوفقنا لعمل الصالحات وأن يجعلنا من عباده المخلصين ، وبالله التوفيق, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

ولك تحياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إنها لذة الإيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  برهان على صحة الإيمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاصمة الحديد والنار :: قـــسم الأسرة والطفل :: منتدي المراة والاسرة والطفل-
انتقل الى: