عنترة بن شداد في مستشفى خاص

قم للعلاج بعكاز في معية ابلم
أو اختر رفقة الحجام والمتحجم
ديار طب لشفط المال قد فتحت
فابحث في المحاية عن الحل الأسلم
واهم لو تقول اليها بقرشي داخل
إنهم القرش الهائج في مياه القلزم
جئناك دار طب للزيارة سالمين
والسلامة يا دار منك خير المغنم
فطبيب عليه السماعة نازلة
يمشى الهوينى مشية المتقرضم
لو جاؤوه بنخل نسفته صاقعة
أو جراد اصابه مبيد بتسمم
لقال بكل الاشعة صوروه
وهاتوا لنا كتيبة للتبرع بالدم
شعاره المنشار للعظم عاشق
فاكرموه بناتئ العظام المكرضم
وحقنة نالها ذرب اللسان بليغ
قطعت ارساله بعد التكلم
فلا ملامة لو شل فيه جنب
و لا ملامة لو الروح لم تسلم
وهر بالدار إن جدعته بسفنجة
اتقـاها باليدين وبالفـم
ضامر البطن صائم فلا قوت
الا طعمية اقراصها كحب القرطم
فشمها متلهفا يصارع حشد نمل
شم حبلى لحائط في عز التوحم
فغدا النمل على وجه الهر حجابا
وكساه بسواد من جيش عرمرم
وتمرجية يهتز شحمها بترجرج
ممسوحة الكرعين بزيت السمسم
مكتظة الوجنات والوجه غاضب
مصبوغة الاسنان بلون الكركم
تمد الضراعين في العنابر ان مشت
مد المقاديف بيد مراكبي معلم
وتربط الجلكوز في الوريد معلقا
ربط كوز سبيل على زير مشرم
يئن البلاط من خطوها ان اقبلت
ويطقطق شاكيا من قدم مدردم
وغفير لابس في الصيف بالطو
وباكوام الهدوم مشى بتخمخم
وجزمة على القدمين لاصقة
يهرم الزمان و هي لا تهرم
وبرنيطة على الرأس حكرها
وعليها بالعمامة قد تعمم
لما رأى النسوان بالموضات حائمة
وعلى الابواب جمعها متلملم
زاغت الانظار منه طائشة
وفتل شنب بالصابون مبرم
فابتسم و عيناه للحشد تكتسح
وبانت نواجزه بين مسوس ومترم
فآنسة اردافها والجينز في حرب
وسيدة احتشمت بشفاف مخرم
فلما صار مع ابليس في جدل
وغدا قلبه متقطعا كرغيف مقرم
قال يا ناس إن النسوان في الحياة مشكلة
فيا ويحي منهن ويا ويلي و واسجمي
ثم أصدر امرا والصوت مضطرب
لا زيارة اليوم الا بصحبة محرم
بركات يتمنى لكم السلامة يا احبة
والوقاية نصيحة الطب الاقدم
لا يغلط المرحوم في الشوارع وحدها
ما غيره في طبنا غلطان مجرم
فما لي إذن و حقنة تاه عيارها
تصوبها نحوي كف متلبط متهجم
او ضربة مشرط تصيبني في مقتل
تنقلني الى حيث الجوار الاكرم
يقولون عني (مرحوم) بعد مماتي
وهل الرحمة في الحياة بحاجة لمترجم ؟
فان كانت (مرحوم) لا فكاك منها
فالموت في جوف تمساح ارحم
فما يطلب التمساح لقتلي ثمنا
ولا روشتة حروفها من طلسم]