[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](ماذا يعرف أهل الخليج و المشرق العربي عن الأمازيغ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاحظت ان اغلبية المسلمين ابتداء من مصر مرورا بدول الخليج وصولا الى العراق و اليمن وسوريا لا يعرفون اي شي تقريباعن اخوانهم الأمازيغ المسلمين.
فكرت وقلت حتى تتقارب القلوب بين اخوة الاسلام وحتى يعرف المسلمين بعضهم بعضا و يستمع بعضهم لبعض ويعرف كل واحد منهم هموم الاخر لما لا يفتح موضوع يتعرف فيه المشارقة على اخوانهم الأمازيغ وحقيقتهم ومظلوميتهم اللتي تحاول الانطمة الدكتاتورية حجبها.
فما رايكم?
حقيقة لا اعرف من اين ابدا .
طيب بعد التوكل على الله اقول
من هم الطوارق؟
استوطنت قبائل الطوارق أو الملثمين منطقة الصحراء الإفريقية منذ مئات السنين، حيث اكتسبوا صفة «سادة الصحراء» لما أثبتوه من قدرة على مواجهة وتحدي ظروفها الجغرافية والمناخية القاسية، وهم في أسلوب عيشهم ونمط حياتهم البدوية أقرب الناس إلى البدو العرب.
ويطلق عليهم في الكتابات الأوروبية «الرجال الزرق» لكثرة استعمالهم القماش الأزرق لباسا. ويفضل الطوارق أن يطلق عليهم اسم «إيماجغن» أو «تماشق»، وهما مرادفان لأمازيغ ومعناها الرجال الأحرار.
ويتحلى الطوارق بالاستقلالية والاعتزاز بأنفسهم، وهم محاربون أشداء وقد اشتهر فرسانهم في الفتوحات الإسلامية، وفي عهد المرابطين خاصة، وكانوا القوة الرئيسية للجهد الإسلامي في معركة الزلاقة بالأندلس، وجميعهم مسلمون مالكيون، لكنهم ليسوا على مستوى واحد من التدين.
وللطوارق لغة حافظوا عليها منذ أزيد من 3500 عام، وتكتب بالحروف (الفينيقية) وتعرف عندهم ب(التيفيناق)، وحروفها ما زالت في الجبال والكهوف والمغارات، شاهدة على وجود الإنسان الأمازيغي بهذه الصحارى منذ القِدم. وحسب بعض المصادر فان اللهجة البربرية التي يتحدثونها هي أصلاً إحدى اللهجات العربية القديمة.
ويذكر بعض الباحثين وجود إشارات لسانية تدل على وجود الشعب الأمازيغي في بلاد كنعان (بين فلسطين وسوريا) في عهد النبي صالح المبعوث إلى قوم ثمود. وتذهب بعض التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للطوارق يناهز 5. 3 ملايين، 85% منهم في مالي والنيجر والبقية بين الجزائر وليبيا، ولهم امتدادات وفروع في بوركينافاسو وكذلك في المغرب وموريتانيا.
ويضع الطوارق كلمة (كل) وتعني (بنو أو أهل) للتعريف بفروعهم، وهم عبارة عن كونفدراليات قبلية كبيرة تنقسم جغرافياً إلى مجموعتين رئيسيتين، هما:
ـ طوارق الصحراء في الجنوب الجزائري ومنطقة فزان في ليبيا، وأهم قبائلهم كل هغار وكل آجر في صحراء الجزائر، ثم إيمنغاسن وأوراغن وكل آجر في فزان ومدينة غدامس الليبية عند التقاء الحدود مع كل من تونس والجزائر.
ـ طوارق الساحل ومنهم قبائل كل آيير وكل يلمدن في النيجر، وكل إيترام وكل آدرار وكل تدمكت وكل أنصار (الأنصار) وكل السوق (التجار) وغيرها في جمهورية مالي.
وكل هذه القبائل تشترك في نفس الثقافة، ومعظمهم عند سؤالهم عن أصلهم يقولون إنهم من أصول حِمْيَرية يمنية. وملامحهم عربية جنوبية واضحة، وإن وجد منهم من يميل إلى السمرة الشديدة فبحكم الاختلاط بالعناصر الإفريقية المسلمة في الجنوب كقبائل الهوسا بالنيجر، والماندينغ والفولاني في مالي.
ويقول عنهم ابن خلدون: «الطبقة الآنية من العرب صنهاجة وهم الملثمون القاطنون بالقفار والرمال الصحراوية في المجابات والتنايف والمجاهل هناك منذ دهور قبل الإسلام لا يعرف أولها»، ويضيف أنهم ابتعدوا عن العمران «استئناساً بالانفراد وتوحشاً بالعز عن الغلبة والقهر، فنزلوا من ريف الحبشة جوارا وسكنوا ما بين بلاد البربر وبلاد السودان حجزا، واتخذوا اللثام خطاما تميزا بشعاره بين الأمم..».
سر اللثام:
درج المؤرخون والرحالة العرب القدامى على تسمية الطوارق بالملثمين، لمحافظتهم الشديدة على هذه العادة منذ فجر التاريخ، حيث يغلب على الطارقي وضع لثام في الحل والترحال ويلفه بإحكام على وجهه حتى لا يظهر سوى العينين، على عكس النساء اللائي يكن سافرات الوجوه في الغالب. ويشاركهم في وضع اللثام بعض المجموعات الصحراوية كقبائل صنهاجة الذين عرفوا بالملثمين.
وتعددت تفسيرات تمسكهم باللثام، فمنها الحياء الغالب على تلك الشعوب. وقد ذكر ذلك الشاعر الأندلسي أبو حامد الكاتب حين مدح دولة المرابطين وكان أمراؤها صنهاجيين بقوله:
قوم لهم درك العلا من حِمْيَر
وإن انتموا صنهاجة فهمُ همُ
لما حووا إحراز كل فضيلة
غلب الحياء عليهمُ فتلثموا
ويفسر الطوارق عادة «حجاب الرجال» عندهم بأسطورة مفادها أن أكبر قبائلهم ذهب رجالها مرة غزاة يريدون العدو، فجاء العدو من بعدهم إلى خيامهم ولم يكن بالخيام إلا النساء والأطفال ورجل مقعد هرم لكنه حكيم، فأمر ذلك الحكيم النساء أن يلبسن ملابس الرجال ويتلثمن بالعمائم إخفاء لأنوثتهن.
وعندما فعلن ذلك ووقفن وجهاً لوجه مع العدو وبأيديهن السيوف والفؤوس ظهر رجالهن فجأة عائدين لأنهم لم يجدوا العدو وهاجموا الأعداء من الخلف في حين هاجمتهم النساء أيضاً، فانهزم العدو وانتصر الطوارق، ومنذ ذلك اليوم «يوم الملحمة المجيدة» إلى رجالهم على أنفسهم ألا يضعوا اللثام عن رؤوسهم أبداً تخليداً لهذه الذكرى.
لكن التفسير الأقرب إلى العلمية والمنطق، هو أن الظروف المناخية القاسية هي السبب الأساسي للثام الطوارق، حيث العواصف الرملية والأتربة تملأ جو الصحراء معظم السنة، ما استلزم من الطوارق وغيرهم من سكان المنطقة أن يتعمموا اتقاء للغبار والزوابع الرملية.
وهذا ما فرض على الضباط الفرنسيين في فرق الهجانة الصحراوية أن يكونوا هم أيضاً ملثمين، حيث أصبح اللثام يأتيهم من مخازن وزارة الدفاع في باريس كجزء من البزة الرسمية الفرنسية المعتمدة.
المجتمع الطارقي :
ينقسم المجتمع الطارقي كغيره من المجتمعات البدوية التقليدية انقساما طبقيا وظيفيا، حيث تحدد مكانة الشخص حسب انتمائه إلى طبقة اجتماعية محددة. وفي أعلى الهرم الاجتماعي الطارقي نجد: «إيماجغن»:
وهم السادة، ويليهم «إينسلمن»: وهم الطبقة المهتمة بالتعليم والتعلم والدين، ثم «إيمغاد»: الطبقة الوسطى، «إينادن»: طبقة الصناع التقليديين، «بلاس» أو «بزوس»: الأرقاء المحررون. «إيكلان»: طبقة العبيد. ويتبع الأفراد العاديون زعيم القبيلة، ويسمى «أمنوكل»، بشكل عفوي وراسخ.
وتحظى المرأة بمكانة خاصة، وتتمتع بحرية كبيرة في أمور مثل اختيار شريك الحياة ورعاية شؤون المنزل، وتعدد الزوجات ممنوع عندهم. وتفتخر المرأة الطارقية بالطلاق، وتسمى بعده (أحسيس) أي الحرة من أي التزام!
ومن عادات الزواج عندهم أن العريس في ليلة الدخلة يعتبر عروسه بمثابة والدته، وفي الليلة الثانية بمثابة أخته، وفي الثالثة تكون زوجته.. ويبررون ذلك بضرورة طمأنتها ونيل ودها لرحلة العمر كله!
وتعد الخلاخيل وأساور الفضة وعقود الخرز والعقيق الزينة الأساسية للمرأة. وتختلف زينة الفتاة قبل الزواج فإذا تزوجت، وغالبا من أحد الأقارب، يحق لها أن تلبس الخلاخيل وبقية الزينة المعروفة للمرأة بشكل عام.
أما الرجل فيلبس دراعة فضفاضة مطرزة الجيب، ويتحلى في الأغلب بخنجر أو سيف. ويتفننون في تزيين مقابض سيوفهم وأغشيتها، وقد يرصع مقبض السيف بالفضة والذهب والأحجار الكريمة وتنحت عليه أسماء مالكيه.
وأكثر اعتبارهم لإبل المهارى الي لا تكاد توجد عند غيرهم، وهي بيضاء شديدة البياض وشديدة الجمال أيضاً. ويعتقد أهل الصحراء الكبرى أن كلمة الجمال في اللغة العربية مشتقة من الجمل، والأناقة مشتقة من الناقة.
وفي الفنون تعتبر أشهر آلة موسيقية عند الطوارق آلة تشبه العود تسمى «التيدينيت» وأخرى وترية أيضاً تشبه الربابة تسمى «الزركة»، ثم الطبل الذي يتميز بمكانة خاصة عندهم، ويوضع عند خيمة زعيم القبيلة.
ويقرع الطبل بإيقاعات ذات مدلولات مختلفة حسب كل حالة. وتشارك المرأة الرجل المستعرض بسيفه في التصفيق وقرع الطبول والرقص الذي يتخذ شكل حلقات تتسع وتنقبض حسب اللحن، وهو شكل معروف بأنماط مختلفة على امتداد الصحراء الكبرى من المحيط حتى تخوم نهر النيل.