النــاس في طـريقهم الـى الله عز و جـل والسـير إلـى الدار الآخــرة قـد
افترقـوا فريـقيــن ,
وكــانوا على صنفيـن اثنيـن :
صنف جـعـلوا طــاعـة الله عزوجـل هــــي النبـراس , وتلمـسوا كـل سبـيـل
إلـيــها ؛
وتحمـلو العـنــاء في سبيـل تمسكهـم بـطــاعة الله ؛ يـريـدون رضــوان الله والجـنــة ؛
ويفعلون كل ما بوسـعهـم للتـقــرب الــى الله سبـحانه وتعـالــى ؛
وذلك للحصـــول على الأجــر العظيــم ؛ والســـلامــة من الفتن والعـقــوبة ؛ والنجــاة حيــن الوقوف بين يدي الله تـعالــى
...
فالطـاعة هــــي سبيـل الســعــادة ؛ وبهـا منتهــى اللذة , يقـول ابن القيــم رحمـه الله
سمعـت شيـخ الاسـلام ابن تيميــه رحمه الله إن في الدنيــا جنــة من لم يدخلهــا لا يدخل جنــة الآخــرة ...
وصـنف آخــر جعـلـوا المعصيــة هــي القائــد لهــم , ومتعــوا أنفسـهــم بملذات الدنيــا ؛
وعـلى حســاب طــاعة الله سبـحانه وتعالـى , وارتكبــوا المعاصـــي يظنون انها تجلب لهم الســــعــــادة , ولكن لم تجلب لهم في الدنيا ســوى الشـقاء والحــزن , ومازادهم عن الله إلا
بعــداً وضنـكــا ؛ وفي الآخــرة عذابٌ شــديـــد بين يدي الله ...
والذي يسـلـك سبيل المعاصــي فقد حُــرِم الخيــر كلـه , وأصيب بالعقـوبات العاجلـة والآجـلـة ؛ فبعــض الناس يظن أنه إذا تركت العقــوبة العاجلة على المعصيــة فقد ترك العقــاب , وهـذا من الظـن الخـاطــئ ؛
وتذكــروا
أن المعاصــي سبب الذل وهـوان العبــد قال الله تعالى فـي كتـابه الكريـم
{وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18].
والعــز مقــرون بطـاعة الله
لقوله تعالى (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) {فاطر10 }
ولنعلم جميـعاً
أن المعصيــة تطفــئ نــــــور القلـب وأن لا يوفق الإنســان للعلم النافــع والتفقـة في الديــن ,, لان الرسول صـلى الله عليـه وسـلم يقول : من يرد الله بــه خيــراً يفقه
في الديــن ..
فإذا عمل العبد بمعاصي حُــرم العـلم ؛
والعلم نــور يقذفــه الله عزوجـل في قلب العبــد ؛ لذلك لما جـاء الإمــام الشافـعي إلـى الإمــام مالك وقــرأ عليـه ؛ أعجبـه مارأى منه من وفـور فطنته وتوقد ذكــائـه , وكمال فهمــه , فقال له الإمــام مالك رحمه الله _ حين رأى ذلك : إني أرى الله عزوجل ألقــى
على قلبك نــوراً فــــلا تطفئـه بظلـمة المعـصيـة ؛ لذلك كان الشـافـعي رحمه الله
يقول :
شـكـوت إلـى وكيــع سُـــوء حـفظـي
فأرشــدنـي إلـى ترك المعاصــي
وقـــال اعـلـم بــأن العـلـم نـــور
ونــور الله لا يـــوتـيــه عـاصــي
واخيــرا
أســأل الله أن يوفقنا لما يحبـه ويرضــاه ؛ وأن يعزنــا بطــاعته ؛ ولايذلـنا بمعصيــته ؛
وأن يجعلنا هداة مهتـديــن غيــر ضــآليــن ولا مضليــن , وصـلـى الله وسلم على نبينا
محمد وعلى آله وصحبــه أجمعيـــن ...
تقبلي مروري وتقديري ؛؛؛