هل يصح القول هذه آية إنشائية وتلك آية خبرية ؟

يقول علماء اللغة العربية أن هناك نوعان من الأساليب البلاغية و هي الإنشاء و الخبر

الإنشاء :

الإنشاء هو ما لا يحتمل الصدق والكذب

والإنشاء نوعان :

* إنشاء طلبي : وهو الذي ننتظر منه إجابة

مثال : ماذا تفعل ؟

يتطلب اجابة.

* إنشاء غير طلبي : وهو لا يتطلب إجابة

و يتجسد في المدح و الذم و التعجب و القسم

مثال : يا حبذا أخلاق هذا الرجل (مدح)

الخبر :

الخبر هو ما يحتمل الصدق والكذب

------------------------

صبرك علي يا ابو وردة : لا تسألني لم وضعت موضوع لغوي في القسم الإسلامي.

القرآن هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل.

وكلام الله لا يحتمل إلا أن يكون صدقا فقط.

والقرآن تحدى العرب حتى في بلاغتهم ولغتهم , وجاء لهم بمعاني بلاغية أذهلت فطاحلة الشعراء فيهم فقالوا ليس هذا بشعر ولا نثر , بل كلام منزل من الله.

فكيف يأتي من يقول أن هذه الآية إنشائية (لا تحتمل الصدق والكذب) وتلك خبرية (تحتمل الصدق والكذب) ؟

هل يجوز ذلك مع كلام الله ؟ سبحانه وتعالى علوا كبيرا.

يجب تطويع اللغة واخضاعها للقرآن , وليس اخضاع القرآن للغة , خصوصا عندما يتعلق الأمر بكلمات مثل الصدق والكذب , فالقرآن كله صدق.

على علماء اللغة ان يستنبطوا تعريف أكثر تهذيبا للإنشاء والخبر إذا أرادوا تطبيقها على القرآن .

ما أوردته سابقا ليس رأيي اللغوي في البلاغة , فلست خبيرا بفنون البلاغة , وإنما استنكارا لاستخدام وصف "صدق وكذب" مع القرآن بعد أن قرأت في كثير من المنابر من يقول هذه آية إنشائية وتلك خبرية.

لقد استفزني استخدام كلمتي صدق/كذب مع القرآن أيما استفزاز.

العرب الأميون الذين أنزل عليهم القرآن على مكث , لم يعرفوا تلك التسميات البلاغية التي وضعها علماء اللغة , وبالتالي فأولئك الأعراب الأميون لم يقولوا هذه آية إنشائية وتلك خبرية , بل صدقوا القرآن حتى عندما قال لهم :

{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }النمل88

لم يقولوا كيف تسير الجبال رغم أن الجبال كانت جامدة أمامهم , صدقوا وآمنوا بكلام الله ولم يقولوا إنشاء أو خبر.

» القول الصحيح في عدد ركعات التراويح
» الصدق فى القول والوفاء بالوعد