عاصمة الحديد والنار
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الزائر سلام الله عليك
مرحبا بك في منتديات عاصمة الحديد والنار وحبابك الف في عطبرة
هذه الرسالة تدل علي انك غير مسجل لدينا , فإن كنت عضوا تفضل بالدخول وإن لم تكن عضوا تفضل بالتسجيل بعد قراءة قوانين المنتدى الموجودة هنا :
http://atbara.forumn.org/t1-topic#1
وللتسجيل في منظمة عطبرة الخيرية تفضل بقراءة هذه المعلومات :
http://atbara.forumn.org/t6330-topic

ولك التحية
عاصمة الحديد والنار
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الزائر سلام الله عليك
مرحبا بك في منتديات عاصمة الحديد والنار وحبابك الف في عطبرة
هذه الرسالة تدل علي انك غير مسجل لدينا , فإن كنت عضوا تفضل بالدخول وإن لم تكن عضوا تفضل بالتسجيل بعد قراءة قوانين المنتدى الموجودة هنا :
http://atbara.forumn.org/t1-topic#1
وللتسجيل في منظمة عطبرة الخيرية تفضل بقراءة هذه المعلومات :
http://atbara.forumn.org/t6330-topic

ولك التحية
عاصمة الحديد والنار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلاً وسهلاً وحبابك عشرة بلا كشرة يا زائر فى منتديات عطبرة عاصمة الحديد والنار
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 أغرب قصة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبووردة
مشرف سابق
مشرف سابق
أبووردة


عدد الرسائل : 2580
1 : أغرب قصة 161
تاريخ التسجيل : 15/05/2009

أغرب قصة Empty
مُساهمةموضوع: أغرب قصة   أغرب قصة I_icon_minitimeالأحد مارس 28, 2010 10:55 pm


بسم الله الرحمن الرحيم</SPAN>
</SPAN>
العنيدة</SPAN>
</SPAN>
كان صباحا جميلا من صباحات الخريف الكردفانية ، مدهشا ورائعا وسارا وبهيجا . فلقد كانت السماء </SPAN>تطالع الشمس وتحاصرها بشفقة ، وهي تحاول عبثا ،، أن تستطع على الأرض،، بينما كانت فتيات بلدة (الآبالة) ،، يتحلقن بإريحية حول بئر (العنيدة) ، يمرحن بجلب الماء تحت صخب رزاز المطر و ظل الغمام المرعد ، وتقلبات الريح بين الدعة والهياج. والتي </SPAN> </SPAN>تظهر حركتها المتقلبة ، في أعالي الأشجار المتباعدة </SPAN>علي الرمال البيضاء ، وفي أديم الأرض الزاخر بالحشائش الخضراء القصيرة ،، التي تميل كلية مع اتجاه الرياح ،، وتعود مرة أخرى مع أتجاهه الآخر ... وتظل حبات المطر البلورية ،، تسقط بإنتظام بطيئ على صفحات وجوه الصبايا اليانعة ...وعلى أوراق النجيل الوارف.</SPAN>
الأرض فسيحة واسعة وخضراء .. تظهر الهضاب مخضرة ، والآنعام </SPAN>بأنواعها متناثرة على التلال والهضاب والأودية ... و(الناطع) يرقبهم كما يرقب فتيات البئر.. فهو يعلم بأنهن في حاجة إليه ،، حتى يملأ لهن الماء ، بجلبها من باطن (العنيدة) ،، بالرغم من أن سواعدهن قوية ، بفضل عملهن في الزراعة ، وضرب (السعن) لاستخرج السمن البلدي </SPAN>والزبدة ، إلا أن (العنيدة) في حاجة إلى ساعد قوي جدا لجلب الماء من أعماقها السحيقة..</SPAN>
لم يكن (الناطع) ذا بنية تدل على تلك القوة ،، فلقد كان نحيفا رهيفا ، بيد أنه تظهر على يديه الرقيقتين وساقيه الدقيقتين، صلابة قل أن توجد في أعتى الرجال..</SPAN>
كان كل صباح ، هو محل أنتظار عند (الناطع) . فيقوم مع الفجر متشوقا ومتلهفا لرؤية (الدهباية) تلك الفتاة التي أذهبت بعقول رجال وشبان بلدة (الأبالة). لا يستطيع أن يمنع نفسه </SPAN>من التفكر فيها طوال الوقت .. وكذلك بقية البلدة تفعل .. (فالدهباية) لم تكن جميلة فحسب ، ولم تكن رائعة القد ، ممشوقة القوام ، ناصعة الجبين ، ذهبية اللون فقط .. وأن كان ذلك وحده يجعل قلوب الشبان تخفق، تحت أقدامها البضتين .. ولكن كانت هنالك قوة تسيطر على </SPAN>الجميع ،، عندما يرونها تتمشى بجذالة ، حتى تظن أن الريح أنما يتحرك من </SPAN>أطراف اثوابها، وأذيال شعرها الطويل (الممشط) الذي يتدلى عبر عنق أبيض رفيع وبعيد </SPAN>،، فيحمل الريح </SPAN>عطر أشهى من دعاش المطر ، ويتمدد </SPAN>بالسحر ويفتتن بالجمال ، ليلقي </SPAN>به أمام كل من يلامسه.ويصادفها.</SPAN>
وعندما تطرف عينيها الكبيرتين الجميلتين </SPAN>برمشيها الغزيرين ، تتوقف الحركة فجأة ، وتعود مع فتح مقلتيها ،، فتتحرك الحياة من جديد . </SPAN>وعندما تقابل صحويبياتها ، فتهش لهن وتبتسم ،، تظهر نون على صفحة وجنتيها الملساويين ،، فيعطي وجهها المستديرالفائض نورا وجمالا ، اشراقة محببة </SPAN>تزيد من </SPAN>اشراقه البهي.</SPAN>
لم يكن (الناطع) يفعل أكثر من مساعدتها في أستخراج الماء من البئر ، ثم ملء (الخرج) ، ووضعه بجوارها ،، ثم يذهب ، ليرعى أغنامه وأبله ،، ليعود ويضع (الخرج) على حمارها الابيض الفخم.. بعد أن تكون هي وصديقاتها قد مللن من المرح واللعب مع بعضهن. كان هذا يكفيه ،، بل يشعر بانه كثير عليه .. فعلية القوم وفرسان البلدة ، لا يحظون بحظوته هذه.</SPAN>
لم تكن الفتيات ، تضعن بالا كثيرا ،، (للناطع) ، فلقد كان يشاهد لعبهن وصخبهن ،، وحديثهن ، الذي كان غالبا ما يدور حول ..تكهناتهن بحقيقة عاطفتهن نحو شباب البلدة..</SPAN>
كانت (الدهباية) تغتاظ وتبتسم في ذات الوقت ، عندما يتم تدوال أسم (الناطق) وحبه للدهباية.. ولكنها كانت تقول بصلابة ومرح لهن بأسماء فتيانهن ، معددة لهن ، ومفصلة لكل منهن ما ترى من يميل نحوها... فيضحكن بخجل ،، ولكنهن يجعن على أن (الناطق) .. دائما ما يلمح لها ،، عندما يخرج أو يعود للبلدة ،، وذكرن بخبث ، بأن (العنيدة) تمثل له محطة الأنطلاق ،، وأن نظراته الهائمة ،، تتعلق (بالدهباية) قبل الخروج.</SPAN>
كان (الناطع) ، يستمع إلى مثل عبثهن هذا ، عندما يقوم بخدمتهن في أستخراج الماء، وتعبئيته لهن..</SPAN>
كان يتابع بشغف </SPAN>وحسرة حديثهن ، حيث أنهن يتطرقن لمعظم فرسان وشبان البلدة ، إلا أن أسمه لا يذكر مطلقا ،، بل كأنهن لا يرونه.. أنه يعلم بأنه ليس من قبائل البلدة ، وأنه غريب وجاء به والده من الشرق البعيد ،، أو هكذا قيل له .. توفى والده وهو صغير وورث مهنة والده في رعاية آنعام البلدة .. وعاش بعيدا مع البهائم في كوخه خارج البلدة.. وحيدا من البشر ، وكثيرا مع الأبل والأغنام..</SPAN>
لقد تعود على هذه المعاملة ، وأهماله وعدم الاحتراز منه ، فيما يتناولنه من ثرثرة لا يليق بالرجال سماعها... ولكنه كان لا يستطيع أن يقاوم شوقه الجارف لرؤية (الدهباية)...</SPAN>
كان يحمل (الخراج) ويضعها على رواحلهن ، وهن يتأهبن لمعاودة البلدة.. فأبدت الدهباية قلقها </SPAN>على </SPAN>تأخر غياب </SPAN>(الناطق) ورفاقه </SPAN>.. فلقد خرج الناطق..مع بعض فرسان القبائل الكردفانية </SPAN>للتحالف مع ملوك </SPAN>الشمال ،، الذين أرسلوا لهم مطالبين مساعدتهم على مجابهة ، الغزو الوشيك القادم..</SPAN>
قالت (النايرة) :</SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>قالوا الترك ديل ناس حقاريين شديد ،، بكتلوا الناس من غير سبب!</SPAN></SPAN>
فردت (الطاهرة)</SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أكان حقارين ولا أكان آكالين .. نحن رجالنا ،، بوروهم الويل ، ويندموهم على جيتن الماعندها لازما دي.</SPAN></SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>ها ناس ها .. سيف الناطق براهو ... بكتل ناسهم ..</SPAN></SPAN> </SPAN>
صاحت (الضواية)...</SPAN>
قالت (أم مساير) لـ( الدهباية):</SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أنت يا الدهباية ، صح سيف الناطق حداك؟</SPAN></SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أي .. يا خياتي ... سيف (الراجل كتال الرقاب) ، في توبي... خله </SPAN>لي .. قبال إمش ،، وقالي .. البهجم حداكم ،، وروهو ليه .. بشوفوهوا وبفتكرني قاعد ،، ما بسألوكم...ولا بسولكم شيتن. وبهربوا حتى لو كانوا رجال عصابات (النازلة)</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>هي .. لاكن .. يا الدهباية .. كيفن يخلي روحه </SPAN>.. ويمشي بلاه..</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>لا .. لا .. قالي .. أنه .. ملك الفور .. هداله .. واحدا .. سمح بالحيل</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>الله يجيب .. العواقب سليمة ،، ويرد الفوارس لينا تامين.</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>الفوارس يا الضواية ؟ </SPAN>ولا بالك في (البدري)؟</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>هههههههه </SPAN>(البدري) ما ليلي </SPAN>يا (أم مساير) .. (البدري) حدا الطاهرة.</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>حداي أنا </SPAN>يا (الضواية)؟ .. سمح بالحيل ،، بس ما تعاودي وتدوريهو..</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>لا لا ما بدوروا .. خليتوا ليك تب ،، يا (الطاهرة)..</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>ههههههههه ... أنت ليلك أنا خابراهو .. يا الضواية ..</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أنت يا (الدهباية) ماك خابرا شيتن.. بس إلا أنك حصيفة وحريفة.. ههههههه</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أنا زاتي خابراهو يا (الدهباية) (الضواية) بالها في (حماد </SPAN>ود يونس) .. مو كدي يا (الدهباية)..</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أخجلن ،،يا بنات .. دا شنو الكلام العوج دا .. قصاد (الناطع) ..</SPAN></SPAN> </SPAN>
سمع الناطع تهكم الفتيات من قول (النايرة) والذي كان أشد عليه ، من كل ما يلاقيه من عدم أعتبار...</SPAN>
وضع (الناطع) أخر (خرج) وكان من نصيب (الدهباية) .. حيث كان يريد أن يجعل من عينيها أخر ما يجده </SPAN>من ركبهن، فيملأ روحه ووجدانه بلحظها الآخاذ </SPAN>،، ،،يتقوى به لبقية يومه .. حيث لا يصدف أن يجدهن بالمساء ،، حيث تخرج النساء المتزوجات </SPAN>لجلب المياهـ ،، كعادة أهل البلدة.. وأن كانت (الدهباية) .. تصاحب بعضهن ،، بغية رؤية (الناطق) عندما يعود من سفراته الكثيرة والمتكررة ، حتى تكون في استقباله...</SPAN>
كان (الناطق) في الأربعين من عمره ،، وهو متزوج من ثلاث نساء ،، وله لفيف من الأولاد والبنات ... ولكن يظل (الناطق) وسيرته ،، تضرب بفروسيته وشجاعته وكرمه ، كل (كردفان) وأصقاع واسعة من جميع بلاد السودان... حيث كان الفارس الذي يحمي كثير من البلدات والقبائل المتصاهرة ، ويأتمر تحته خيرة ،، فرسان (كردفان ودارفور) ... كان مجرد وجوده ، ينثر الأطمئنان ويبث الأمان...</SPAN>
حيث كانت معظم البلدات ، تتعرض لهجوم متواصل من المجرمين وقطاع الطرق ،، هذا غير الغزاة الطامعين في خيرات البلاد.. </SPAN>وكان الناطق وفرسانه قد جندلوا معظمهم وقضوا على قادتهم وعتاتهم.. الذين يتحكمون في الطرق والتجارة والبضائع مما جعل هناك عداوة لا تنتهي بينه وبينهم .. ولكنه أستطاع أن يفرض مدة طويلة من الآمان ،، حيث لاحقهم أينما أتت الأخبار بمحل تواجدهم.. فخرجوا مهزومين إلا بلدانهم البعيدة ..</SPAN>
وقف الناطع كغير عادته ،، ينظر إليهن غافلات متمائلات </SPAN>في رحالهن ، نحو البلدة التي فوق الوادي والتي لا تبعد كثيرا عن بئر (العنيدة) </SPAN>وأجراس صوت (الدهباية) تتغلغل مبتعدة في دواخله العميقة.. ورياح الخريف تقذف بجلبابه الباهت ، وردائه المتواضع ،، خلفه ،، كيفما شاءت الريح..</SPAN>
فجأة ظهر غبار كثيف من خلف البلدة ،، وقبل أن تدرك الفتيات ويدرك الناطق (سبب) ذاك الغبار ،، كان العويل والصراخ ،، وأصوات الخيل والأبل ،، تنطلق من عمق البلدة ...</SPAN>
دارت معركة غير متكافئة ولكنها عنيفة بين الغزاة ،، ورجال القبيلة ، الذين أستطاعوا أن يفتكوا بمعظم الغزاة ،، قبل أن تتطاير أعناق أشد فرسانهم ،، بعد الذين أصطحبهم (الناطق) معه ، في رحلته إلى الشمال..</SPAN>
ثم ألتف عشرون من الغزاة حول ، عمدة بلدة (الأبالة) (الشيخ موسى الهجام) .. عم (الدهباية) وأحد حكماء ديار الغرب وأفرسهم .. كانت المعركة قد تحركت من مركز البلدة ،، غربا نحو بئر (العنيدة) .. ليستسلم رجال البلدة ،، بسبب حصار عمدتهم وكبيرهم ...</SPAN>
كان موقفا مهينا ومذلا للشيخ (موسى) ولكنه لم يكن الأسوأ ... فعندما تحلق بقية الغزاء حول الشيخ مشرعين سيوفهم ورماحهم نحو عنقه .. نظر أحد عتاة المجرمين خلفه في الخلاء ،، ليرى مجموعة من الصبايا ،، واقفات مرعوبات ومجتمعات. ...</SPAN>
أنطلق نحوهن وعينيه تبرق كالذئاب ،، وأبتسامة عريضة تعلوا وجهه الكئيب الأشر.</SPAN>
وجلت قلوب نساء ورجال القبيلة وهم يجدون أعز بناتهم في قبضة مجرمين ..</SPAN>
صاح الشيخ موسى بأعلى صوته حتى كادت أسنة الرماح تخترق عنقه ،، وهو يدعوهم لتركهن .. فليأخذوا كل شيئ ولكن ليتركوا الفتيات الصغيرات في حالهن...</SPAN>
ولكن من يسمع من ... فألتف سبعة من (رجال النازلة) حول الفتيات ،، ولحق بهم أربعة أخرون ،، فتقدم قائدهم (الدباس) ،، وأقترب من الفتيات </SPAN>وصرن يبكين ويصرخن ويتوسلن إلى رجال بلدتهم لنجدتهم ،، وكلما علا صراخم كلما تقرب منهم (الدباس) وثلته ...</SPAN>
كان المنظر خطير وينذر بوقوع كارثة ،، كانت (الدهباية) هي الوحيدة التي تسيطر على جذعها .. وأطلقت صوتها مجلجلا منادية ( النــــــــــــــــــــــــــــــــــــا طق )</SPAN>
ولم يجبها غير ضحكات (الدباس) و(رجال النازلة)...</SPAN>
وقف (الناطع) ينظر إلى الموقف ،،، هاهي البلدة الممطرة ،، أمطرت مطر سوء وأنزلت رجال سوء .. وهاهو زعيمها وكبيرها ، تحت رحمة (النوازل)... ونسائها وفتياتها ، في طريقهن إلى السبي ... وهذه(الدهباية) ماهو مصيرها .. فان نجت كل البلدة ،، فهي بالتأكيد لن تنجو .. قد يتركون كل شيئ ولكنهم لن يتركوا الدهباية هولاء الأوغاد ...</SPAN>
كانت الفتيات محاصرات في منتصف الطريق </SPAN>بين (العنيدة) والبلدة ،،، بينما كان (الناطع) يقف بجوار البئر وكوخه إلى يمينه..</SPAN>
صاح (الناطع) بأعلى صوته ... (الدهباااااااااااية) .. وأصبح يعدو نحو الفتيات يلحق بهن ... وهو يصيح (الدهبااااااااااية) والدهباية تنادي (النااااااااطق) .... والشيخ موسى ينادي (الله) (يا جباااااااااااااااااااااااار)..</SPAN>
والناطق يجري كالسهم ويصيح (الدهبااااااااااااااااااااااية) (الدهباااااااااااااااااااية) يا (الدهبااااية) ...</SPAN>
أنتبهت الفتيات إلى (الناطع) وهو يلحق من خلفهن ،، فتحولت نظرات (رجال النازلة) إليه .. فأصبح على بعد خطوات منهن ،، فأقترب أحد الرجال وهو على جواده مشهرا رمحه نحوه ..</SPAN>
نظرت (الدهباية) إلى (الناطع) في إشفاق ،، بينما كانت الفتيات تتوسلنه بأعينهن الباكية .. أن يفعل شيئا ...</SPAN>
وجه (الناطع) </SPAN>كلامه </SPAN>نحو (الدهباية) وهي التي لم تآلف صوته قط .. فلم يكن الناطع يتحدث إليهن أو إلى أحد ،، حتى ظن الكثيرون بأنه أبكم لا ينطق ...</SPAN>
نظر (الناطع) إلى الدهباية ،،، وقال لها :</SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>هيا أرمي لي سيف (الناطق) المتدثر تحت </SPAN>ثوبك.</SPAN></SPAN> </SPAN>
تذكرت الفتيات و(الدهباية) قبلهن ، إلى سيف (الناطق) فأشهرته ،، في وجه الغزاة ،، معتقدة بأنها ستثير الرعب في قلوبهم... أو أرادت أن تلوذ بإرث من قوة (الناطق) </SPAN>ورهبته...</SPAN>
صاح فيها (الناطع) : هيا أرمي لي بالسيف .. ولكنها ظلت تشرعه في وجه رجال النازلة ،، حتى أقترب منها (الدباس) فأخذه بحركة بطيئة وهو يضحك ، وأخرج نصله من غمده </SPAN>وأخذ يداعب مساير شعرها الممشط بحدة سيف (الناطق).. ويضحك هو ورجاله ...</SPAN>
وألتف الرجال حولهن و(الدباس) يدغدغ جسد (الدهباية) بذبابة السيف.. بينما كاد الرجل العاتي أن يخرق عنق (الناطع) برمحه .. فإنزلق الناطع إلى الأرض ،، بينما شل توازن العاتي .. وهوى من على جواده على الأرض ... في منظر أضحك (الدباس) وبقية رجاله ،، فأغتاظ المحارب وألتقط رمحه وهجم يفتك (بالناطع)... الذي ابتعد مهرولا ... والرجل يلحق به .. و(الدباس) ورجال النازله يضحكون ....</SPAN>
أسرع الرجل خلف (الناطع) ،، المنطلق بسرعة الريح نحو كوخه .. والرجل يقترب منه .. والجميع يشاهد و(الدباس) ورجاله مستغرقون في الضحك ....</SPAN>
دخل (الناطع) إلى كوخه وأخذ يقلب أمتعته باحثا عن صندوق عتيق ... ظل يبحث بلهفه حتى وجده تحت ركام من الخرق والسياط وعشب وحطب .. وغيرها ...</SPAN>
وقف المحارب ،، خارج الكوخ ممسكا برمحه </SPAN>،،، يلتقط أنفاسه وهو يصر على ملاحقة (الناطع) الذي أتعبه بالعدو خلفه.. ولكنه لم يكن في حاجة للحاق به .. فلقد خرج (الناطع) في هيئة غير الهيئة التي دخل بها ...</SPAN>
فلقد رأي (الدباس) </SPAN>ورجاله وأهل (الأبالة) .. بأن الناطع خرج يلبس درعا من الجلد فاتح اللون ولامع يحيط بجسده ، ، لم يألفوا درعا مثل هذا من قبل ،، ولم يروا جلدا لامعا كهذا من قبل </SPAN>،، وفوق الدرع يرتدي (سديري) داكن ، بينما تخرج سواعده عارية . وتقبض كلتا يديه بسيف عظيم ، له مقبض من ذهب يشع بريقه من بين يديه ،، ونصل عريض مصقول ، تسقط عليه حبات المطر ، فتنفلق إلى جزئين بجانبه...</SPAN>
نظر المحارب مذهولا إلى (الناطع) ،، وقبل أن يسترد فكره ، كان رأسه قد طار ، بضربة واحده من سيف (الناطع)...</SPAN>
نظر (الدباس) إلى اقرب رجلين منه ،، وأشار إليهم به ...</SPAN>
فأنطلق الرجلان على جواديهما ، يطلبان (الناطع) .. بينما وقف </SPAN>(الناطع) يقلب سيفه الذي كتب على طول أحدى صفحتيه (القاطــــــــــــــع) ، بينما قلب الصفحة الأخرى ليرى ماهو مكتوب عليها ،، ليزيد من حماسته وفخره .. أقترب أحد رجال النازلة من (الناطع) وأشرع سيفه من على صهوة جوادة ، وقبل أن يدرك سيفه رأس (الناطع) ، كان الأخير قد خطا خطوة إلى الأمام وأنحنى ليمر سيف محاربه من فوقه ،، بينما أطلق سيفه بقوة بحركة شبه دائرية من تحت الحصان ، ليرتطم صدر الحصان ومن عليه ، بأعلى كوخه ،، بينما تناثرت جميع قوائمه ، في الجهات الأربع..</SPAN>
وسط دهشة الجميع ،، ليقوم (الناطع) من أنحناءته ويعدوا تجاه الأخر صائحا (القاطــــــــــــع) (حامي ملوك النواطع) ......... ليردف بقوه وهو يقفز عاليا فوق مستوى الحصان ليغرس سيفه في صدر الرجل الثاني ، ويرتداه عن الحصان قتيلا ،، ليكمل صيحته وهو معتلي الحصان بصورة مقلوبة ( وأنا الناطع ...... سليل ملوك النواطع ) .... قبل أن يضيف بصرخة أعلى وهو يعدل من جلسته للمسك بلجام الحصان (وأنا صاحب القاطع) ..........</SPAN>
لم يكن هنالك تفكير كثير ...</SPAN>
فأنطلق خمسة من رجال (النازلة) كلهم نحو </SPAN>(الناطع) .. الذي نثر رؤسهم واحدا تلو الآخر حول بئر (العنيدة) ...</SPAN>
وقبل أن يفيق الجميع من هول الصدمة... صاح (الدباس) .. أن أقتربت لحزيت عنق موسى الهجام ....</SPAN>
وقبل أن يفكر (الناطع) في قول (الدباس) .........</SPAN>
صاح الشيخ موسى الهجام (أقتلهم يا ناطع ،، أقتلهم يا سليل ملوك النواطع ،، أقتلهم ياصاحب القاطع ... أقتلهم ولا تأبي بما يحدث لي ... أموت أنا ،، ولا تسبى نسائي .. أقتلهم شر قتلة ...أقتلهم جميعا)</SPAN>
وتمازج صياح موسى الهجام مع صياح (الناطع) ،، وأخذ القاطع يفتك بالسيوف والرماح والأيادي والرؤس ،، كان أعصارا رهيبا لا يتوقف .. يشيع الرعب في أعتى رجال النازلة ...</SPAN>
قبل أن يفيق رجال (الأبالة) ويقاتلوا مع (الناطع) بضراوة ...</SPAN>
أشتدت المعركة ،، وخلصوا رجال الأبالة زعيمهم ، وبدأ (الدباس) </SPAN>وبقية رجاله بالهرب ،، ولكن (الناطع) و(رجال الأبالة) لحقوا بهم عند بئر (العنيدة) وهنالك دارت الجولة الحاسمة ،، فلحق رأس (الدباس) برفاقه حول البئر ، أثر ضربة من القاطع...</SPAN>
..........................</SPAN>
أحتفل الرجال بالنصر وقبل أن يسعهم الحال ، لفهم كل ما حصل ، كان غبارا كثيفا أخر يأتي من شمال البلدة ،، فتعلقت الأنظار بها ،، وأستعد الرجال مرة أخرى للحرب .. ولكنهم عندما رأو جواد (الناطق) في المقدمة ،، تهللوا وكبروا ... فأمتزجت صيحات الفوارس القادمين ،، بصيحات رجال الأبالة ...</SPAN>
نزل (الناطق) من على جواده ،،وذهب إلى الشيخ موسى الهجام ليقبل يده ،، ويقول، له لقد علمنا بأن (رجال النازلة) ، طلبوا (الأبالة) .. فأسرعنا لا نقف على شيئ حتى بلغناكم ..</SPAN>
فنظر الشيخ موسى باسما إلى (الناطع) ثم أشار إلى بئر (العنيدة) قائلا :</SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>تلك رؤسهم وبقايا أحصنتهم وأجسادهم هنالك عند (العنيدة).</SPAN></SPAN>
صاح الرجال أبتهاجا ،، وزغردت النساء فرحا ،، بأكتمال الفوارس بالرجال ،،، بينما ذهب (الناطع) إلى كوخه ،، وأخرج (سديريه) ونزع درعه وأغمد سيفه ،، وأغلق صندوقه وأهال الركام عليه..</SPAN>
بيد أن (الناطق) لحق به داخل كوخه ،، وقال له (يسرني أن تكون أحد فرساني .. فنحن في طريقنا إلى الشمال للقتال مع رجال الشمال جنبا إلى جنب دحرا للغزاة) ...</SPAN>
بعد كلمات بسيطة ، خرج (الناطق) من كوخ (الناطع) وخطب في أهله قائلا : (تعلمون بأن الغزاة الترك يهددون طول البلاد ،، ولقد أتفقنا نحن ورجال الشمال على دحرهم إن شاء الله .. ولن يطيب لنا المقام وإلا كل البلاد .. مطهرة من الأعداء والمجرمين .. كما أن (الناطع) سيصحبنا ليكون أحد قادة جيوش التحرير ....... هاج الجمع بالتكبير والتحميد ...</SPAN>
وتلاقى الفوارس مع أهاليهم وأحبائهم ،، بينما تسللت (الدهباية) إلى داخل كوخ (الناطع) .. فقالت له :-</SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أأ يا الناطع .. أنت صحي بدور تمش مع الرجال للحرب ؟</SPAN></SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أي يا السمحة ... بدور أجاهد في سبيل الله وفي سبيل البلد.</SPAN></SPAN> </SPAN>
قالت والدموع تنزل من مقلتيها الواسعتين :</SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أأ الناطع .. </SPAN>يا أخوي ... الغنم ،، منو البراعيهم ،،، الموية منو البجلبا لينا ...</SPAN></SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أأ الدهباية ،، وأنا منو البقابلو ضحى ،، ضواي ،، يهد روحه في روحي .. وأنا غيرك انت مالي زولن هنا ...</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أآآ الناطع ،، بتعاود يا الفارس ؟</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>كيفن ما بعاوود ... إلا أنت بتدوري (الناطق) مو دحين...</SPAN></SPAN> </SPAN>
خفضت (الدهباية) عينيها وهي تتجهش بالبكاء .. ونظرت إليه بنظرات حادة، قائلة:</SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أنا دحين هسع ماني قاعدة معاك ،، شن بدور (بالناطق)..</SPAN></SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>معليش يا الدهباية ما قصدت شيتن ،،، إلا....</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>إلا شنو يا يا الناطع .. إلا كان أنت ما رايدني ..</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>كيفني ما رايدك أأأ السمحة ،، و أنا قلبي مكتول في هواك من بدر بدري..</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أبتعاود ..أأ الفارس .. الراجل الستر عرضي ،، وحمى شرفي ..</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>كيفن ما بعاود ،، أعاود بعد الحرب تفوت ... بعاود بعد ما نكتل العدوا ونشرده .</SPAN></SPAN> </SPAN>
خرجت (الدهباية) وهي تكفف أدمعها ..</SPAN> </SPAN>
</SPAN></SPAN>...............................................................</SPAN>
لم تمضى سوى أيام ،، حتى خرج الفوارس إلى لقاء الغزاء ...</SPAN>
دارت معارك طاحنة ،، وأستمرت أياما وشهورا وسنينا ..</SPAN>
كانت الأخبار تأتي بالقليل ... ومصير الرجال غير مفهوم ...</SPAN>
قتل جيش العدو عن بكرة أبيه ،، وسطر الرجال أروع الملاحم .. وشاع أسم (الناطع) في كل مكان .. أنشدت فيه النساء القصيد ،، وأمتدح به الرجال أشعارهم ... وعرف الداني والقاصئ (بالقاطع) وأخذوا ،، يحيكوا حوله الأساطير والحقائق ...</SPAN>
ثم عاد العدو بجيش ثاني وثالث ،، فهلك معظمهم ،، وأستشهد أشد وأعظم فرسان السودان فيه
وجاء العدو بجيش رابع وخامس ... ودك البلاد وقصف الرجال والنساء وهدم الشجر والحجر ...</SPAN>
فتمزقت الجيوش الآبية ،، وأستشهد الرجال ،، وهرب البعض ...</SPAN>
وساد الاحتلال البلاد ... وبسط سيطرته على الجميع</SPAN>
عاد من نجا إلى دياره ...</SPAN>
عاد قلة من الرجال ... عاد (الناطق) إلى (الإبالة)،، ولم يجب عن أسئلة (الدهباية) .. ذكر بأنه (لم يراه منذ شهور ،، ولكنه سمع بأن هنالك جيوب قليلة للمقاومة تعيش في الجبال </SPAN>،، قد يكون أحد قادتها أو يكون قد قتل ..لا شيئ مؤكد) </SPAN>
.............................</SPAN>
مضت سنوات وسنوات ... و(الدهباية) .. تنتظر (الناطع) عند (العنيدة) ،، ترفض الزواج ... كبرت وأصبحت أمراة عجوز ..من دون أن تتزوج ومازالت تجلس عند (العنيدة) في إنتظار (الناطع) الذي لم يعرف أحد ما الذي حل به ، ولم يعرف أحد قصته ومن أين أتى وأين ذهب. كل الذي عرفوه بأن الراعي الذي أتي به ، لم يكن والده ،، هكذا أخبر الشيخ موسى الهجام وهو يحتضر ، وذكر بأن الناطع لديه صندوق يستطيع من خلاله أن يعرف حقيقته.</SPAN>
......................</SPAN>
ماتت (الدهباية) بعد عمر طويل ، ومازال الناس يتداولون سيرتها وجلوسها عند (العنيدة) ، في إنتظار (الناطع) ..</SPAN>
ولم تعرف الأجيال اللاحقة سر تسمية البئر (بالعنيدة)، هل لأن قاعها سحيق ، ويصعب خروج الماء منها ... أم لأن معركة شرسة دارت حولها بسيف (الناطع) (القاطع) ..</SPAN>
أم لأن (الدهباية) مارست عنادا عظيما وهي ترفض الزواج وتجلس بجوار البيئر في إنتظار (الناطع)..</SPAN>
</SPAN>
(النهاية)</SPAN>
</SPAN>
............</SPAN>
...........</SPAN>
...........</SPAN>
قصة فنتازيا متخيلة ، لا تمت للواقع بصلة وأن لم تكن ببعيدة على أرجاء بلادي التي شهدت الأساطير والحقائق ... </SPAN>أتمنى أن تنال أعجابكم </SPAN> </SPAN>
</SPAN>
</SPAN>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أغرب قصة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أغرب من الخيال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاصمة الحديد والنار :: قـــسم الأدب والقصص والروايات :: منتدي القصص والروايات-
انتقل الى: