المرأة الكاثوليكية التي أصبحت رئيسة لاتحاد المسلمات في إسبانيا
(لقد اخترتُ الإسلام لأنه أعطاني الحقوق التي لم تمنحني إياها الكاثوليكية)..
هكذا بدأت الإسبانية «لورا رودريجيز» قصة اعتناقها الإسلام, مركِّزة حديثها على حقوق المرأة المهاجرة في إسبانيا.
وُلدت لورا رودريجيز لأبوين كاثوليكيين، وتلقَّت تعليمها في المدارس الكاثوليكية، وبعد أن اعتنقت الإسلام أعلنت قائلة: «لقد اخترت الإسلام لأنه أعطاني الحقوق التي لم تمنحني إياها الكاثوليكية، مثل الحرية الفردية والحقوق القانونية وحق التعليم والعمل، حتى الحق في المعاشرة الزوجية».
توضح رودريجيز, الرئيسة الحالية لاتحاد النساء المسلمات في إسبانيا، أكثر فتقول: «لا يمكن للمرأة الكاثوليكية أن تتواصل مع الله بشكل مباشر، كما أنه ليس لها الحق بالطلاق، ومهمتها إنجاب الأطفال فحسب. وحتى وقت قريب، تحتاج المرأة الإسبانية الى موافقة رسمية من زوجها لفتح حساب مصرفي» هذا ما أشار إليه يوسف فرنانديز أوردونيز، أمين الاتحاد الإسلامي في إسبانيا، الذي تتبعه المنظمة التي تقودها رودريجيز.
وأضافت رودريجيز: لا يمكننا تقييم أوروبا من خلال منظور مسيحي، فقد يكون الأفراد مسيحيين، لكن الكنيسة فقدت قوتها للتأثير على المجتمع. وعلى الرغم من ذلك تؤكِّد رودريجيز أنها حصلت على المزيد من الحقوق بعد اعتناقِها الإسلام، لكنها في الوقت ذاته أقرَّت بأنه لا يزال هناك عمل كثير ينبغي القيام به لتحسين أوضاع المرأة المسلمة والمهاجرين، وخاصة في إسبانيا، وكانت رودريجيز قد عملت في قضايا الهجرة في السنوات السبع عشرة الماضية، لذلك ترى أن المهاجرات يواجهن المزيد من الصعوبات بالمقارنة مع نظرائهن من الرجال.
ويضيف أوردونيز أن «ثاباتيرو» هو أول رئيس وزراء اسباني يلتقي رسميّاً مع ممثلي الجالية الإسلامية, كما أنه أول مَن قام بتقديم الدعم المالي للمسلمين أيضاً.
ووجّهت رودريجيز انتقادها بشدة لوسائل الإعلام الإسبانية, حيث قالت إن وسائل الإعلام هناك لا تتحدث فقط عن الإسلام بدلالات سلبية، ولكنها تصوّر المسلمين والمسلمات بشكل فيه تعريض، حيث يوصِم الرجال بالعنف والهيمنة والسيطرة، بينما تُصوَّر السيدات بالخانعات والضحايا.
«لقد قمنا بتنظيم معرض للمسلمين في اسبانيا, لكن الصحافة لم تظهر اهتماماً به, أما إذا قلنا إننا سنعرض المرأة في العصور الوسطى بمدريد، كانت جميع وسائل الإعلام ستلاحقنا».
وأضافت رودريجيز: إن الإسلام يتم تعريفه بالتطرف والإرهاب، إلى جانب أنه يخصّ المهاجرين وحدهم، بدلاً من أن يُنظر إليه في إسبانيا على أنه جزء من الهوية الأوروبية: «هذه هي مشكلة الهوية, لقد ولدنا أوروبيين، ولكننا نعتنق الدين الإسلامي في الوقت الحالي, لذا فقد صار الإسلام هو أيضاً جزءاً من الهوية الأوروبية».
بينما يوضح أوردونيز أن المسلمين المهاجرين في إسبانيا يندمجون إلى حدٍّ ما في المجتمع بشكل جيد.