أبووردة مشرف سابق
عدد الرسائل : 2580 1 : تاريخ التسجيل : 15/05/2009
| موضوع: الذرة ............. الخميس أكتوبر 14, 2010 2:22 am | |
| *من داخل مستشفي الذرة بالخرطوم....معاناه لم يسلم منها حتي الصغار!! *أكثر من (7) ألاف حالة وإصابة بالسرطان لهذا العام ..وولاية الخرطوم تسجل أعلي إحصائية *مدير مستشفي الذرة: نعاني من نقص الكوادر الطبية ..ونملك جهازين فقط يعملان بكفأءة *كيف يسع مستشفي به (100)سرير فقط (250)مريض يترددون يوميا لتلقي الجرعات؟؟
ألم ومعاناه من داخل مستشفي الذرة وجدنا سيدة في الخمسين من عمرها وبجانبها حفيدها عمره ثلاث سنوات يتلاعب بحجرين صغيرين وتبدو عليه علامات المرض واضحة إذ ترك المرض اللعين اثره علي انفة وخديه وزقنة أشبة بجراح مندلمة حديثا غير مكترث لملامح وجهة البريئة التي فتك بها الداء ...تحدثت السيدة قائلة: اول مرة في حياتي اشوف المكان دا فأنا من شرق السودان جئت لمعالجة حفيدي الذي اصيب بحمي واعراض اخري تم حجزة بمستشفي امدرمان قسم الباطنية إلي ان ظهر بروز واضح في عينية وبعد ذلك طلب منا الاطباء اخذ عينة من ظهره واتضح انه مصاب بالسرطان اخفنا الخبر عن والدته لانها حامل ونحن ننتظر دورنا من الصباح حتي ظهر هذا اليوم ولم ندخل للطبيب بسبب الزحام ولنا عشرة ايام حتي الان ولهذه اللحظة لم نبدأ العلاج!!!!
المشهد من الداخل شققت طريقي وسط تعدد صور الالم والاسي والمعاناه اخذت طريقي شمالا وفي اول مدخل حيث يوجد الكثير من المنتظرن فرأيت تدافع المرضي بالسلم المؤدي للبدروم في خطوات متأرجحة غير ثابتة يتناولون العلاج الكيميائي ومصعد المستشفي معطل تماما . من البدروم للطابق الاول حيث صيدلية العلاج الكيميائي والتي بدت شديدة التكدس بطالبي العلاج .
داخل عنبر الرجال يرقد شيخ في نهاية الخمسينيات محاطة عنقة بشاش ابيض به جهاز ازرق صغير حيث اصابة المرض في حبالة الصوتية ...تحدث مرافقه قائلا بدأ المرض مع خالي بالتهاب حلق عادي وتناول كمية من الادوية بوصف الاطباء فعاني من صعوبة الكلام والاكل فأحضرناه الي مستشفي الذرة فأتضح انه مصاب بالسرطان ونحن نقيم هنا منذ شهر ونصف فهو يتعاطي العلاج عن طريق الجرعات اليومية
عشرة سنوات عشرة عمليات مريض من امدرمان في منتصف الثلاثينيات يرقد كأنه والسرير سواء غائر العين جاف الشفاه تحدث قائلا:انا اصبت بسرطان المثانة منذ عام 2000 اجري لي خلالها عشرة عمليات جراحية لإزالة الورم تعاود النمو كل مرة منذ عام 2003 لم اتعاط علاج والان حدثت لي مضاعفات اسرتي هي التي تتكفل بعلاجي لاني لا اعمل .
عنابر الاطفال والمعاناه والالم الحقيقي يرقد طفل علي فراش المرض بينما يعبث بالمكعبات يتوسط والدته وخاله كان مصاب بالداء اللعين بأعضاءه الداخلية اصاب احدي الكليتين قام الطبيب بإستئصالها فظهرت له امراض جديدة مما تقرر معاها اعادة الجرعات ياتوا من عطبرة كل 21 يوم ويبقون بالخرطوم خمسة ايام من اجل تناول الجرعة
الوضع داخل مستشفي الذرة الدكتور صديق محمد مصطفي مدير مستشفي الذرة اكد ان المستشفي هو الوحيد بالسودان وان اكثر حالات السرطانات شيوعا هي: سرطان الثدي 35% سرطان عنق الرحم7% سرطانات الاطفال تمثل 7% سرطانت العمر النهائي من عمر ثمانين عام فما فوق 7% والنسبة الاكبر في العمر مابعد الخمسين
أكد الدكتور ان إحصائية السرطان لمستشفي الذرة سجلت كالاتي: الخرطوم اعلي الحالات 36 حالة من جملة 472 ولاية الجزيرة 55 حالة النيل الابيض 40 حالة نهر النيل 34 حالة شمال كردفان 34 حالة جنوب دارفور 20 حالة شمال دارفور 21 حالة جنوب كردفان 11 حالة ولايات الجنوب المختلفة 18 حالة الشمالية 30 حالة كسلا 8 حالات سنار 6 حالات غرب دارفور 5 حالات النيل الازرق 5 حالات
وقال الدكتور ان الخط الاول في العلاج مجانا لكل الناس والثاني والثالث يحتاج لأدوية متطورة وغالية فهي مجانا بنسبة 75 % الي 25% يدفعها المريض وتبلغ قيمتها 8 ألاف جنيه
أرقام مخيفة علي حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ان تكتشف في السودان سنويا 33 الف حالة ونحن لدينا في المركز 6 الاف حالة ربما هنالك مرضي لم تكتشف حالاتهم لعدم قدومهم للمستشفي
المستشفي به 100 سرير فقط هي للحالات التي لاتحتمل البقاء خارج المستشفي .
نقص في الكودار نعاني نقص في الكادر الطبي والسبب ان طرق المعالجة تتم في شكل فريق متكامل يتكون من طبيب.طبيب فيزيائي.مهندس طبي.تقني مؤهل.وممرض مؤهل. نقوم بتاهل الكوادر الطبية في مراكز متخصصة لكن الكوادر عندما نصدق عليها ونؤهلها نفقدها بسبب الهجرة للخارج فلا بد من تميزهم تميزا ايجابيا لضمان بقائهم داخل البلاد .
وفي الختام اضاف الدكتور صديق انه لاتوجد لديهم احصائيات لوفيات مرضي السرطان حتي الان الا انه اكد ان المستشفي تعاني من نقص حاد في عدد الاجهزة مؤكدا ان جهازين فقط بالمستشفي يعملان بكفاءه عالية.
| |
|
علي عبد الله عطبراوي برونزي
عدد الرسائل : 530 1 : تاريخ التسجيل : 13/02/2010
| موضوع: رد: الذرة ............. الخميس أكتوبر 14, 2010 7:40 pm | |
| مشكور يا ابو وردة ودايما تضرب في الاوتار الحساسه ومثل هذا المستشفي يحتاج الي منظمات وجمعيات خيرية لكي تدعم وتساهم البنية التحتية والعلاج المجاني 100% والكوادر الطبيبة المؤهله وكل ما تحتاجه المستشفي من احتياجات | |
|
أبووردة مشرف سابق
عدد الرسائل : 2580 1 : تاريخ التسجيل : 15/05/2009
| موضوع: رد: الذرة ............. الإثنين أكتوبر 18, 2010 8:54 pm | |
| الوطن) داخل مستشفى الذرة !!
مرضى السرطان محاصرون بالآلام الجسدية والنفسية وشح المال مرافق : الجرعات عالية فبعت ممتلكاتي .. لا نطالب بالرفاهية وإنما مجانية العلاج
الاورام السرطانية مشكلة كبيرة يعاني منها الكثيرون وهي من الامراض الخطيرة التي تودي بحياة الانسان اذا لم يتم اكتشافها وعلاجها مبكراً وقد ارتفعت نسبة الاصابة بهذا المرض في السنوات الاخيرة وهناك حالات كثيرة لم تسجل بعد. يعاني مرضى السرطان في السودان من غلاء الجرعات ومصاريف الاستشفاء لعدم مقدرتهم مع العلم بأن المركز القومي للعلاج بالاشعة والطب النووي «مستشفى الذرة» يبذل مجهوداً كبيراً في تخفيف المعاناة ويدعم العلاج بنسبة 75% ورغماً عن ذلك لا يستطيع الكثيرون الايفاء بثمن الجرعة. ذهبنا الى المركز وتجولنا في ارجائه وحكى لنا المرضى والمرافقون عن معاناتهم.. كما اخبرنا بروفسير حسين محمد احمد مدير المركز عن المشاكل التي تواجه ادارته والتي تتمثل في قلة الدعم المادي وندرة الاجهزة..
تحقيق : نهلة عبد الوهاب محمدين
دخلت عيادة المركز القومي للعلاج بالاشعة والطب النووي وجدتها مزدحمة جداً بالمرضى مما يؤكد انتشار مرض السرطان فذاك يعاني من ورم في رأسه وآخر يشكو من سرطان ذات الرئة واخرى لاتستطيع أن «تبلع» الطعام ومقرراً لها عملية فتح الحنجرة، ومن بين هؤلاء امرأة هزيلة تمكَّن فيها المرض طريحة «النقالة».. ووسط هؤلاء مرافقين جزعين يسعون الى التخفيف عن مرضاهم والكادر الطبي يعمل على ايجاد العلاج المناسب الذي يساعد على الاستشفاء او تخفيف الآلام. تركتهم وولجت بوابة المستشفى لفت نظري المساحة الصغيرة التي شُيِّد عليها والتي لا تتناسب ونسبة المرضى والزيادة المضطردة في معدلات الاصابة بمرض السرطان.
* الصبر دخلنا عنبر النساء والذي يضم اربعة اسِرَّة القينا السلام فتلقينا تحية اجمل من المريضات والمرافقات وتجسد الصبر عندهن فلا خوف من المستقبل او هم من آلام المرض وخطورته فقط رضاء بقضاء الله وقدره وامل في الشفاء. اقتربنا من احدى المريضات قلنا سلامات فردت علينا بلهجة اهلنا الشايقية وبسمة عريضة تملأ وجهها وتنير «شلوخها».. قلنا: اسمك منو يا خالة ؟… اجابت: مريم محمد ادريس .. سألنا كيف حالك ؟.. الحمد الله خفَّت آلامي وانا مبسوطة جداً.. تحدثت الينا ابنتها التي ترافقها وتدعى منيرة ابو زيد قائلة: والدتي اجريت لها عملية ولم يلتئم الجرح فتقرر أن تأخذ حبوب وعشرين جلسة اشعة في المركز والحمد لله حالتها ممتازة وفي تحسن مستمر ونتمنى لها الشفاء التام.
* يارب وفي العنبر تنوعت الامراض لدى بقية المريضات فإحداهن تعاني من ورم في البطن وتقرر لها جلسات، واخرى اجريت لها عملية فتح حنجرة فاقتربنا منها كثيراً حتى نستطيع ادراك ما تقول وشرحت مشكلتها وهي عدم مقدرتهم المالية التي تساعدهم على الايفاء بثمن الجلسات رغماً عن الدعم الموجود بالمركز. وقالت يارب اكرمني.. قاطعتها احدى المرافقات قائلة: إن الممرضة اخبرتها بأنها ستُعطى الجرعة في موعدها حتى تدبر امرها او تُعفى من المبلغ والذي عرفت أنه رُبع القيمة.. كل هؤلاء المريضات من خارج العاصمة ظروفهن صعبة نسبة لغلاء علاجهن بالاضافة الى مصاريف الاقامة في العاصمة.
* آلام في غرفة اخرى نساء طريحات اسِرَّة خاصة يتلقين علاج الكيماوي بواسطة الدربات يظهر على مُحيّاهن الارهاق وعلامات الالم.. مستكينات لقدرهن لم نتحدث اليهن مراعاة لحالتهن فهن يتلقين الجرعات والتي قد تكون فترتها ساعات او تمتد.
* وداعة في عنبر آخر احد المرضى مستلقياً لم يتجاوز السابعة عشر من عمره ملامحه وديعة تشدك اليه وتربطك به.. اقتربنا منه وحييناه فرد وجلس.. قلنا له: ما اسمك اجابنا: ادعى احمد عبد الرحمن طالب ومن المفترض اكون امتحنت هذا العام. ما الذي منعك ؟.. تنهَّد ثم قال: مرضتُ منذ شهر واحد واصبتُ بملاريا وتايفويد ومن ثم اورام متفرقة ولذلك انقطعت عن الدراسة… رددتُ سريعاً: ربنا يشفيك وتواصل دراستك وتعوض ما فاتك وأن يكون النجاح حليفك. اجاب: انشاء الله فانا الى الآن تقرر لي اربعة جرعات فاذا كانت الجرعة بعد اسبوع سنمكث في الخرطوم لأننا من الجزيرة الحوش، اما اذا امتدت فترتها سنرجع مدينتا… لماذا لا تمكث في الخرطوم حتى تنتهي من جرعاتك ؟… ابتسم قائلاً: لأن الخرطوم ما «بتنقعد» والاسبوع الذي نمكث فيه هنا نكون مجبورين ويستقبلونا اقرباءنا. من يرافقك ؟.. والدي فانا اكبر اخوتي.. ماذا يعمل؟.. عامل.. ألا تجد صعوبة في ثمن الجرعات ؟.. اكيد ولكن على الله.. لماذا تسألي عن ثمن العلاج فقط فنحن نحتاج الى مصاريف حتى نمكث في الخرطوم والحمد لله على كل شئ الجرعة الاولى كانت «734» خففت الى «183» الثانية «844» دفعنا الربع. الحديث مع احمد يجعلك تشعر بايمانه ومدى تقبله لحقيقة مرضه والحياة مع هذه الحقيقة ويتحدث بثقة رغماً عن صغر سنه.. نتمنى له الشفاء.
* معاناة استطلعنا عدداً من المرافقين عن المركز ومقدرتهم على دفع ثمن الجرعات حدثنا احدهم قائلاً: زوجتي اصيبت بورم ورضينا بالقدر ولكن نعاني معاناة شديدة فانا عامل وظروفي صعبة جداً والجرعة مكلفة، فالمركز يأخذ ربع قيمتها ومع ذلك لا استطيع أن ادفع ثمنها فبعت الكثير ومن المفترض أن يكون العلاج مجاناً حتى الربع لا ندفعه نحن لا نطالب برفاهية ولكن بمجانية العلاج وهذا من ابسط حقوق المواطن على الدولة.
* احسان عبد الله الجزولي ـ الدويم ـ مرافقاً لشقيقته قال: ادارة المركز تقدم الخدمات وكل انسان يطلب العلاج يجده بالاضافة الى الاهتمام والمساعدة فانا كمثال قُرِّرَت لشقيقتي جرعة لم نملك ثمنها فعدتُ الى الطبيب واخبرته فاعفاني وهذا تعامل انساني. عبد القادر عبد الله وداعة ـ ربك ـ يرافق زوجته تقرر لزوجتي ازالة الثدي وبالفعل، وتحتاج الى جرعات ولم تجد الاهتمام كما أن المستشفى غير مواكبة. كيف ؟… يوجد بها عدم نظام ولا توجد دقة في الدوامات اليومية بالنسبة للكادر الصحي والمتابعة الدقيقة. للامانة اراهم يتفانون في خدمة المرضى ويسعون لتقليل تكلفة العلاج ؟.. لامشكلة في العلاج هذا صحيح فنحن فقط ندفع الربع من قيمة الجرعات ولكن نفتقد الاهتمام. سعد عبد القادر ـ مرافقاً لوالدته من الجزيرة قلت له: يا استاذ ما هي مشاكلكم داخل المركز ؟.. اجاب: رغم التخفيض في العلاج إلاَّ أنه يوجد قصور في اشياء كثيرة.
مثل ؟… عدم الاهتمام براحة المريض وتوفير التسهيلات له وفي احيان ينتظر كثيراً حتى يتلقى العلاج.
* زيارة ذهبنا الى مكتب مدير المركز بروفسير حسين محمد احمد طرقنا بابه فرحَّب بنا وسألناه عن المركز والدور الذي يقوم به فقال: انشئ المركز في 1967م وكان نتاجاً لتعاون وثيق بين وزارة الصحة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئة الصحة العالمية.
- الهدف من انشائه ؟… - - علاج الاورام بالكيماوي والاشعاعي او الهرموني بالاضافة الى تقديم خدمات الطب النووي وهو علم حديث نسبياً ويعني باستغلال النظائر المشعة في تشخيص كثير من حالات الامراض كالغدد الدُرقية وامراض الكُلى والقلب والاورام عموماً ولا غنى عنه في اي خدمات متطورة في مجالات جراحة القلب المفتوح ونقل الكُلى ومتابعة وتشخيص مرض الاورام.. الطب النووي ايضاً به جزئية صغيرة لعلاج حالات محدودة من الامراض كالغدة الدُرقية النشطة وبعض سرطانات الدم واورام الغدة الدُرقية . المركز لم يعُد محلياً سرعان ما اكتسب سمعة طيبة واصبح يتوافد عليه المرضى من الدول المجاورة للسودان علماً بأن هنالك خمسة دول لا يمتلكون هذه الخدمات التخصصية وبالتالي يحضر مرضاه الى السودان.
- اهو الوحيد في السودان ؟… - - قبل اربع سنوات قام مركز الجزيرة ليساهم في علاج الحالات المتزايدة من مرضى السرطان بالسودان.
- نلاحظ انتشار مرض السرطان في السودان بصورة كبيرة ؟.. هز رأسه مؤيداً حديثي ثم قال: - - اعداد المرضى في تزايد مضطرد وتضاعفت اكثر من عشرين مرة منذ انشاء المركز.
- السبب ؟… - - السرطان عبارة عن اكثر من مائة نوع مختلف ويمكن أن يصيب كافة اجزاء الجسم إلاَّ أنه يكثر في الاعمار الكبيرة وكلما زادت الفئة العمرية المتقدمة في المجتمع كلما زادت نسبة الاصابة بالسرطان ومتوسط الاعمار في السودان زاد بنسبة 20 سنة. كما ازدياد آلية التشخيص وتوفرها في السودان والتي يتم بها اكتشاف المرض ساهم في تشخيص المرض ومعرفته وكذلك تيسير الطرق مكَّن المرضى من تلقي العلاج لكن رغم ذلك توجد مؤشرات لحجم المرض في اي دولة ونحن في السودان بمجموع السكان الحالي نتوقع أن تكون حالات السرطان الموجودة في السودان خمسة اضعاف السرطان المكتشفة وهذا يعني أننا نحتاج الى بذل جهود كبيرة حتى نتمكن من اكتشاف المرض في انحاء السودان.
- كيف ؟… - - عمل وسائل اقليمية لهذا التخصص في الولايات وبذلك يمكن المساهمة في اكتشافه ونشر المراكز الصحية المتطورة من كل عواصم الولايات ويجب تكثيف العمل الجماهيري والتوعية الصحية بكل الوسائل المُتاحة للتأكيد على اهمية الاكتشاف المبكر للمرض والتحويل العاجل الى المراكز التخصصية.
* ابحاث - بروفســـير حسين: ما هي اسباب السرطان ؟… - - هناك علاقة سببية بين السرطان والتدخين فلامراض الناتجة عن التدخين تسمى الامراض غير السارية «السرطان ـ امراض القلب والاوعية الدموية ـ امراض ضغط الدم ـ امراض الجهاز التنفسي المزمن ـ السرطانات ذات الصلة بالتدخين».
- ما هي ؟… - - 85% من سرطان الرئة يحدث للمدخنين وايضاً من السرطانات التي لها علاقة بالتدخين «الفم ـ الحنجرة ـ البلعوم ـ المعدة ـ المرئ ـ البنكرياس ـ الكُلى ـ المثانة ـ عنق الرحم» وكل مرة تُكتشف علاقة سببية بين التدخين والسرطانات.
- لماذا ؟… - - لأن اشعال السيجارة يخرج للهواء اربعة الآف مادة كيماوية عشرها مواد مسرطنة واكتُشِف أن كل المواد المشتقة من التبغ « تمباك ـ شيشة ـ سيجار ـ غليون» كل هذه الاشياء تؤدي الى الامراض.
- هل الشيشة تسبب السرطان ؟.. هز رأسه مؤكداً ثم قال: - - بعض الدراسات التي اجريت على الآثار الناجمة من تعاطي الشيشة وجدوا أن جلسة تساعد عشرة سيجارات خلافاً لامراض السل الرئوي والالتهابات.. وكذلك التمباك لدينا مركز ابحاث للتمباك ارسلنا عينات من التمباك السوداني وعينات من لعاب الذين يتعاطونه الى امريكا والنرويج واثبتت مراكز البحوث هناك أن التمباك السوداني به بعض العينات زادت «550» مرة مقارنة بالمادة التي يستعملونها هناك وتعادل التمباك.. وغني عن القول خطورة المُدخِّن على المجتمع فمن يشعل سيجارة يضر معه آخرين.
- هذا ما يسمى بالتدخين السلبي أليس كذلك ؟.. اجاب قائلاً: - - نعم…
- الاسباب الاخرى للسرطان ؟… - - زادت حالات السرطان في العالم بعد الثورة الصناعية نسبة للتلوث البيئي ومخلفات الصناعة وبعض المهن التي لها صلة بالتلوث البيئي كالعاملين في المناجم ومصانع الاسبستوس والصبغة.. اجراءات السلامة المهنية تختلف من مهنة لأخرى، فالذين لا يلتزمون باجراءات السلامة في مجال بعض الصناعات خصوصاً الكيماويات يُصابون بالسرطان. كذلك من الاسباب الاخرى نوعية الغذاء لوحظ أن بعد الثورة الصناعية اكثر الناس من الاكل وتغيرت نوعيته وتركوا الفاكهة والخضروات الطازجة والشعوب التي تستهلك الدهون ينتشر فيها سرطان الرئة واستعمال الكحول يؤدي الى تليُّف وسرطان الكبد.
* مشاكل - - كلما زادت الفوضى في السلوك الجنسي لدى المجتمعات كلما زادت الامراض المنقولة جنسياً وزاد سرطان عنق الرحم.
- هذا يعني أن سرطان عنق الرحم من الامراض المنقولة جنسياً ؟.. - - نعم .. فالآن يعتبر سرطان عنق الرحم من السرطانات المنقولة جنسياً وهذا السرطان منتشراً في القارة الافريقية جنوب الصحراء وفي السودان اكثر انواع السرطانات انتشاراً في الجنوب هو سرطان عنق الرحم.
- دكتور هل لديكم امكانيات لمقابلة احتياجات هذا العدد الكبير من مرضى السرطان ؟…. - - رغماً عن أن العلاج مدعوم دعماً كبيراً من وزارة المالية والاقتصاد الوطني وصندوق الزكاة والجهات الخيرية وتم دعم العلاج بنسبة 90% هذا فيما يختص بالعلاج الكيماوي والهرموني.. اما العلاج بالاشعة فهو يعتبر مجاناً لأن المريض يدفع «150» الف مقابل جلسات متكاملة وهذه تعتبر رسوم رمزية.. ولكن كما قلت لك رغماً عن ذلك عندنا مشاكل كبيرة تتمثل في عدم وفرة الاجهزة والكوادر المؤهلة وكذلك ميزانيات التسيير ولدينا صعوبات للايفاء بهذه الالتزامات.. فالاجهزة تعمل منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل.. ونحن لدينا ثلاثة اجهزة فقط وقد وافقت وزارة المالية على توفير جهاز آخر. اما الكوادر فالمركز يعتمد في الاداء على تقنية عالية وباهظة التكلفة وهناك شح في الكوادر نفقد بعضها مما يستوجب الاهتمام بها حتى تستطيع مواصلة العطاء في السودان كما نفتقد تدريب هذه الكوادر رغم الدعم التقني الذي تقدمه لنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. اما دعم هيئة الصحة العالمية فقد توقَّف تماماً.
- لماذا ؟!….. - - لا ادري السبب….
* الدعم - - يجب الاهتمام بالحملات التثقيفية للجمهور خاصة فيما يختص باهمية الاكتشاف المبكر للسرطان واهمية اجراء المسوحات الطبية في مراحل قابلة للعلاج.. فالمركز كان هو المسؤول عن مشروع مكافحة السرطان بالسودان.
- والآن؟…. ضحك قائلاً: - - لم يعد مسؤولاً عنه….
- اهذه كل مشاكلكم ؟…. - - لدينا مشاكل كبيرة لو لم نجد دعماً حقيقياً لن نستطيع أن نصل الى 70% من الحالات التي لم نستطع الوصول اليها.. وهناك مشكلة في المساحة المتاحة للعلاج «مساحة المركز محدودة»..
- أليس لديكم مــركز تأهيلي لمرضى السرطان ؟… - - للاسف لا.. فنحن نحتاج الى مركز تأهيلي للمرضى للعمل النفسي والاجتماعي.. ونحتاج الى عيادات لمساعدة المرضى الراغبين في التوقف عن التدخين ولحملات مكثفة في العاصمة والولايات لنشر الوعي بمسببات السرطان واهمية الاكتشاف المبكر للاورام.
* التشخيص دخلنا المختبر الطبي بالمركز والتقينا د. الجيلي عمر موسى اختصاصي الانسجة والخلايا ومدير المختبر الطبي وبنك الدم بالمركز بالانابة فسألناه عن عملهم فقال: المختبر بدأ يقدم خدماته منذ عام 2000.. فالمعمل خدماته تشخيصية في مجال الاورام الحميدة والخبيثة وامراض الدم والكيمياء السريرية والجينات.. ومن الاشياء المهمة الصبغة المناعة والتي أُدخِلَت حديثاً في السودان وهي واحدة من العوامل المساعدة في التشخيص وتعمل تصنيف لبعض الاورام ومعرفتها اذا كانت اولوية او ثانوية اضافة الى عمل هرمونات سرطان الثدي «الاستروجين والبروجسترون» وهذه مهمة في العلاج، فبعض الادوية والفحوصات في المختبر رخيصة جداً جداً مقارنة مع الخارج.
* طمأنينة حدثتنا مترون انعام النور ابراهيم ـ استاذة بجامعة الخرطوم ـ كلية التمريض العالي ـ تخصص سرطان الثدي وعنق الرحم عن دورهم العلاجي فقالت: - - نحن نقوم بتمريض مرضى السرطان ولا يختلف ذلك عن المرضى الآخرين ولكن يضاف اليه نصائح وارشادات منها العناية بالجلد والتغذية وهي مهمة جداً لهؤلاء المرضى.. وفي المركز التمريض يعمل بنظام ثلاث ورديات. والتمريض في المركز يكون قريباً من المرضى ليخفف عنهم.. ففي كثير من الاحيان لا يعرف المريض ما هو مرضه فنحاول كممرضات التخفيف عنه وطمأنته ونخبره كيف يتعامل مع مرضه فاذا كان العلاج بالاشعة نرشده بالاشياء التي تقلل المضاعفات وكذلك بالنسبة لجرعات الكيماوي.. فالطبيب يكتب الوصفة الطبية والتمريض ينفِّذ ويشرف عليه… عملنا نفسي واجتماعي.. فاذا قال مريض إنه تخلى عن علاجه بسبب المال فهذا غير صحيح لأن كادر التمريض يسعى لحل مشكلته بإخبار الادارة وعكس المشكلة وفوراً المدير العام يعفيه من رسوم العلاج البسيطة اذا لم يكن بإمكانه دفعها.
} المحررة تركتُ المركز وشعرتُ بأن همومي قد زادت «فما باليد حيلة» سوى أن نكتب ويستجيب مَنْ يستطيع أن يدعم علاج هؤلاء المرضى ويخفف عنهم بماله. فهم يحتاجون الى الكثير من الدعم المادي والمعنوي وهذه دعوة لكل من يملك مالاً أن يجعل منه صدقة جارية لهذا المركز فاعداد المرضى في زيادة مستمرة يقابلها ضنك العيش | |
|
أبووردة مشرف سابق
عدد الرسائل : 2580 1 : تاريخ التسجيل : 15/05/2009
| موضوع: رد: الذرة ............. الإثنين أكتوبر 18, 2010 8:58 pm | |
| التحقيق الذي نُشر مؤخراً في جريدة "الصحافة" عن المركز القومي للعلاج بالأشعة و الطب النووي (مستشفى الذرّة) يكشف بما لا يدع أدنى مجالاً للشك درجة التردي الكبير الذي تعيشه الخدمات الصحية في بلادنا. ويحدث هذا بالرغم من الخطاب الإعلامي الرسمي الذي لا يكل ولا يمل الحديث عن توطين العلاج بالداخل، وهو خطاب أخشى أن يكون سائر في نفس الاتجاه الذي سار عليه صنوه، وهو الخطاب الإعلامي عن النهضة الزراعية!! في التحقيق المشار إليه، شكت إدارة المستشفى من تردى البيئة و الخدمات داخل المستشفى، وضيق مساحة المبنى، وهو مبنى قديم وغير قادر على استيعاب الحالات التي تتدفق يومياً على المستشفى وتصل إلى 20 حالة إصابة بالسرطان، إضافة إلى 100 حالة لأخذ الجرعات العلاجية وأخرى للمتابعة. وفي ظل هذا الوضع، لا بد من التذكير بأنه من أول أولويات الدولة – أي دولة- الاهتمام بالمواطن بتوفير سبل العيش الكريم له، ومن ضمنها بل ومن أولها علاجه إذا مرض، و وقايته قبل إصابته بالمرض. وفي ظني أن ذلك من الحقوق التي ينبغي أن يحصل عليها هذا المواطن دون أي منٍ ولا أذى. وهل وظيفة الدولة الأساسية إلا وأن تطعم رعاياها من الجوع وتؤمنهم من الخوف؟ فأي مجتمع ذاك الذي تشكو مفاصله المسغبة و انعدام الأمن وتفشي المرض هو الذي سيحقق عمارة الكون ورفاهية الإنسان؟ لقد مضى علينا زمن طويل ونحن نتعلل بقلة الإمكانيات وشح الموارد وضيق ذات يد الدولة، في سياق لتبرير الإهمال الذي لحق بالكثير من مؤسساتنا الخدمية. و هذه تبريرات – في ظني- لا يجب الأخذ والتسليم بها لإعفاء الجهات الرسمية من القيام بواجباتها التي هي من صميم عملها، وإذا عجزت عن ذلك فعليها أن تذهب غير مأسوف عليها، فهذه الجهات مهمتها تقديم وتوفير الخدمات للناس، و معرفة مشاكلهم وحلها. دعونا نسأل سؤالاً أو أسئلة لعلها تثري النقاش هنا: أيهما أهم: توفير الخدمات الصحية لمن يحتاجونها و تقديم العلاج لمرضى يعانون من أمراض مزمنة و خطيرة، ومكلف علاجها، أم التباري في تنظيم الاحتفالات و المناسبات و المؤتمرات وورش العمل التي لا تجدي، مقارنة بما يمكن أن تُسهم به ميزانياتها في دعم مرافق صحية مهمة مثل مستشفى الذرة؟ أيهما أجدى و أنفع للناس تعيين جيش من المسئولين في المركز والولايات الذين لا نعلم ماذا يفعلون ولا أحد يسال عن انجازاتهم و ما قدموه للموطن، أم تسخير مرتبات و مخصصات هذه الجيوش من الموظفين لدعم المراكز الخدمية التي تمس حياة المواطن مباشرة؟ وعودة لموضوعنا عن مستشفى الذرة، فلعل القارئ الكريم يعلم أن هذا المستشفى قد تم إنشاؤه قبل أكثر من أربعين عاماً، وحسب المسئولين في إدارة المستشفى فإن أعداد المرضى الذين يأتونه للعلاج و المتابعة في ازدياد مستمر وتضاعف لأكثر من عشرين مرة منذ إنشاءه. وكلنا يعلم أن مثل هذه المستشفيات التخصصية يتطلب تشغليها وجود كوادر مؤهلة و عالية التدريب، وميزانية ضخمة لتسيير أعمالها و أجهزة حديثة وذات تقنيات عالية. وكلما أُهمل المستشفى ونقصت كوادره أو كان ينقصها التدريب و التعليم المستمر، ولم تتوفر له الأجهزة الحديثة و الصيانة المستمر لها، كلما أصابت حالة التردي خدماته وعجز عن الوفاء بالتزاماته تجاه المرضى الذين هم في أمسّ الحاجة لهذه الخدمات، لاسيما وأن الكثيرين منهم لا طاقة لهم بطرق أبواب المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة داخل الوطن، ناهيك عن تلك التي في الخارج. لكن انتقادنا للدولة لرفع يدها عن توفير الخدمات الأساسية، لا يعفينا من الإشارة إلى واجب الشركات و المؤسسات الوطنية، وخاصة تلك التي تدر أرباحاً سنوية ضخمة ويسهم في هذه الأرباح المواطن العادي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. واجب هذه الشركات في مثل حالة مستشفى الذرّة و غيره من المؤسسات العامة المرتبطة بتقديم الخدمات المجانية للمواطن، أن تنهض بواجبها الوطني و الأخلاقي، وتقدم الدعم السخي المستمر لمثل هذه المؤسسات الخدمية، وتشارك الناس آلامهم وتخفف من أحزانهم وهمومهم. من هذه الشركات –كما يعلم القارئ العزيز – تبرز شركات الاتصالات، و التي يُعوّل عليها كثيراً في القيام بتحمل هذه المسئولية الوطنية. وإذا كانت كبريات الشركات في الكثير من بلدان العالم تتسابق لزيادة حصتها من المساهمة في المسئولية الاجتماعية من خلال التبرعات المادية و العينية، ومن خلال البرامج التي تهدف إلى خدمة الناس، فحري بشركاتنا أن تتشرف بهذا الدور، وأن تتسابق لنشر ثقافة "مسئولية الشركات تجاه المجتمع." وهناك عدة طرق يمكن بها لهذه الشركات أن تُسهم إيجاباً في سد الكثير من الجوانب التي يحتاج فيها الناس إلى دعم، وما أكثرها في بلادي. أخيراً أود أن أنوّه بأنني وبعد فراغي من كتابة هذا المقال، وقبل مراجعته، قرأت عن "مجموعة نحن" من خلال موقعها على شبكة الإنترنت www.wegroup.sd، وهي مجموعة ، رغم أنها بدأت عملها العام الماضي (فبراير 2008م)، إلا أن جهدها يستحق الإشادة والدعم و المؤازرة. تشير معلومات المجموعة أنها تعمل تحت مظلة إدارة المركز القومي للعلاج بالأشعة والطب النووي بالخرطوم وتقدم خدماتها وكل ما من شأنه إيجاد واقع أفضل للمرضى المترددين على المركز خاصة الأطفال. وتقول المجموعة في التعريف بنفسها ( نحن مجموعة من المتطوعين أحبوا الوطن وحملوه في حدقات العيون تعاهدوا جميعاً على أن يسهموا بكل ما هو ممكن من أجل مرضى أمراض الدم والأورام بالسودان.. لا يفرقون بين جنس أو عرق أو دين..).
| |
|
أبووردة مشرف سابق
عدد الرسائل : 2580 1 : تاريخ التسجيل : 15/05/2009
| موضوع: رد: الذرة ............. الإثنين أكتوبر 18, 2010 9:02 pm | |
| Monday, 09 March 2009 | ألف طفل يصابون بالسرطان سنويا اختصاصي أورام أطفال بوظائف مختلفة:سرطان الأطفال يتسرب إلى الأسر ويعمل على تفكيكها انعدام وسائل التشخيص الأولية ومجانية العلاج الكيمائي تعقيدات مادية ترهق المريض نفسيا وتضطره إلى ترك العلاج بعيدا عن الخرطوم وفي أطراف الولايات هناك أطفال مرضى, يطرق ذووهم أبواب الطب العادي والطب البديل والشيوخ بحثا عن علاج لشكواهم ويستغرقون وقتا طويلا في طرق تلك الأبواب في وقت يمثل فيه الزمن سيد الموقف لمعالجة شكواهم المتمثلة في إصابة طفلهم بمرض السرطان. وبعد وصول أولئك إلى العاصمة بقدرة قادر بعد اكتشاف انعدام وسائل التشخيص الأولية بمناطقهم, وإن وجدت فهي ليست بالكفاءة اللازمة, يواجهون بمشاكل أخرى, اجتماعية واقتصادية لا حصر لها.. وبعيدا عن مسببات المرض خاصة بالولايات الشمالية التي اختلف في إرجاع مسبباتها المختصون بالحقل الصحي بل وذهبوا إلى أنه لا توجد أي إحصائيات تعضد ارتفاع المرض في الولاية نتطرق في هذا الطرح إلى البعد الاجتماعي والاقتصادي لهذه المشكلة. أثبتت الإحصائيات أن حوالي (1000) طفل ما بين سن الولادة و13 سنة يصابون سنويا بأمراض الأورام الخبيثة وأهمها سرطان الدم. ورغم صعوبة علاج مرض السرطان غير أن تأمين أكثر المعدات الحديثة والسبل المتطورة للعلاج في المراكز المتخصصة ترفع نسبة الشفاء إلى 70%, حيث يمكن أن يحمل الأطفال سرطانات مثل الكبار تماما إلا أن هناك بعض أنواع السرطان شيوعا بين الأطفال، منها سرطان اللوكيميا (سرطان الدم) وهو غالبا ما يتكون في نخاع العظم. ومن السرطانات الأخرى الشائعة أورام الدماغ, وأمراض سرطان الأطفال لا تعرف دائما مثل أمراض السرطان لدى البالغين كما أن معالجتها تختلف أحيانا ونسب النجاح فيها أعلى، باعتبارها تحدث فجأة وبدون أعراض مبكرة، لذلك من الضروري عدم المقارنة بين سرطانات الأطفال أو البالغين حتى وإن كانت متشابهة.. وفي تعريف السرطان هو مجموعة من الأمراض (أكثر من 100 مرض) تتشابه في بعض الخصائص فيما بينها، وقد سميت بالسرطان لأن الأوعية الدموية المنتفخة حول الورم تشبه أطراف سرطان البحر، وهذا المرض أو هذه الأمراض تنتج عن خروج الخلية عن السيطرة، حيث يحدث تغير في خلية ما يجعلها تخرج عن نظام التحكم الذي يتحكم في عمل الخلية كما في الخلايا السليمة، وتوجد أكثر من نظرية يعزى إليها سبب بداية السرطان في الجسم. فرط المفاجأة من داخل عنبر الأطفال للسرطان تطل وجوه واجمة ربما من فرط المفاجأة التي فجرها الطبيب في وجه أغلب ذوي المرضى الذين استطلعناهم بأن طفلهم يحتاج إلى عملية زرع نخاع العظم لا تدخل في برنامج ما يسمى بتوطين العلاج بالداخل ولكن لابد من إجرائها بالخارج بمبالغ تتراوح ما بين 80 إلى 100 ألف جنيه, تحديد مثل ذلك المبلغ لأسرة كل مقوماتها المادية تكفي بالكاد ما تحتاجه متطلبات الحياة من مأكل ومشرب بدأ يزعج الكثيرين الذين تحدثنا معهم. من أولئك التقينا بالطفلة ليلى مزمل.. ليلى لا تستطيع الأكل ولا الشرب لوجود حرارة بفمها وشخص الطبيب حالتها بالإصابة بمرض سرطان الدم مبلغا ذويها بحاجتها الماسة لإجراء عملية زرع نخاع بدولة مصر بتكلفة تبلغ 80 ألف جنيه.. بدأت والدة ليلى شاردة الذهن وهي تروي مشكلتها وعدم قدرتهم المادية حتى ما يوصلها بيتها ورب الأسرة عامل بسيط لا يستطيع تلبية متطلبات الحياة ناهيك عن توفير مبلغ 80 ألف جنيه. غياب رب الأسرة أما الطفلة فاطمة علي فهي تدفع ثمن غيابها واختفائها من المستشفى لمدة 5 أشهر بانتكاسة تمثلت في الإصابة بالفشل الكلوي بذنب اغترفته أسرتها ولغياب الأب عنهم بحثا عن سبل العيش بعد لأن قدمت بها والدتها وأخوها إلى المستشفى لتبدأ علاجها بمستشفى الذرة وبعد تحسن حالتها الصحية ولأسباب- غابت حتى على والدها الذي أتى بها إلى المستشفى بعد انتكاس حالتها- رافقت الأم الطفلة المريضة لتعود بها إلى الأبيض بأمر الأخ الذي يكمل دراسته الآن ويستعد للجلوس لامتحانات الشهادة السودانية ليعود بها الأب مرة أخرى إلى المستشفى ويكتشف الطبيب أنها قد أصيبت بالفشل الكلوي. تفكك الأسرة علي مختار طفل يبلغ من العمر 4 سنوات مصاب بسرطان الدم, قدم به ذووه من كسلا بحثا عن العلاج, يروي والده التفاصيل بأن مرض ابنه بدأ بآلام في المفاصل ثم فقر دم, وأخيرا تشكك في مرضه فحول إلى مستشفى الذرة, وقال إن طفله مكث مدة ثلاثة أشهر في عنبر الذرة. ويوضح الأب أن دخله محدود وأن أسرته كبيرة فضلا عن أنه ترك بقية أطفاله بولاية كسلا لا يجدون من يعولهم. ولعدم وجود عائل أخرج والد الطفلة المريضة سيما, أحمد بشاري, طفلته الثانية من المدرسة بعد أن قدم من الجبلين يحمل طفلته المريضة وأصبح المأوى الوحيد للأسرة المستشفى وتفترش الأرض لترافق مريضتها بعد أن فقدت ما تحمله من نقود بشراء الأدوية والملحقات التي لا يوفرها المستشفى وقد فقد الأب وظيفته بمنطقة الجبلين وتسوء حالة الأسرة إلى الحد الذي أكد لنا فيه الوالد أنه مقدم على قطع العلاج لأنه الحل الوحيد الذي أمامه. انعدام الروية من داخل المركز القومي للعلاج بالأشعة التقينا اختصاصي الأطفال وأمراض الدم والأورام د. عرفات عبد الرحمن الماحي وسألناه عن الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للقضية ليس بوصفه طبيبا ولكن بوصفه رئيسا للتيم المشرف على الأعمال الاجتماعية والنفسية والمادية, وبدأ بسرد شامل يقول فيه: المرضى يأتون إلى المركز من مناطق متفرقة, من أقصى الشرق والغرب ومن الجنوب ومن الشمال, وأول مشكل تواجههم أن المرض غير معروف أو مشتبه فيه وعند حضورهم إلى الخرطوم يواجهون بمشكلة من أين يبدأون هل بطبيب الأطفال أم بالحوادث, والمريض المحظوظ من يقابل طبيب الأطفال ويشتبه في مرض السرطان, وحينها يجابه المريض بتوفير الإمكانيات اللازمة للوصول إلى تشخيص المرض ودرجته. وهنا يحتاج إلى إمكانيات مادية ويتطلبها لجهة أن الوسائل غير متوفرة في مؤسسات الأطفال العامة ومتوفرة بصورة جيدة جدا وفعالة في القطاع الخاص, لذلك يضطر المريض إلى دفع أموال طائلة وبالعدم لا يبقى له إلا الانتظار لجهة أنه ليست هناك جهات تدعم المريض. وهنا يتجول بين ديوان الزكاة وأبواب المساجد وأهل المريض.. ويضيف المشرف على التيم: وعند إكمال التشخيص تقل صعوبة الوضع إلى حد ما ويجابه المريض بعدها بمشكلة الدخول إلى العنبر وإيجاد فرصة في عنبر يحوي (12) سريرا مقارنة بدخولات العيادة الخارجية التي تستقبل في العادة عددا يتراوح بين 60- 70 طفلا يوميا ويضطر بقية المرضى لإجراء جلسات العلاج الكيميائي من الخارج. فتح أبواب الجنة يواصل المشرف حديثه ويقول: بعد استخراج ملف للمريض يتلقى العلاج مجانا وكأنه دخل الجنة والفحوصات حينها توفر بواسطة جهات خيرية بعضها منظمات تعمل من داخل المركز مثل منظمة (زقاوة) للسرطان ومنظمة (تداعي) تقوم بالعناية وتوفير الأموال اللازمة بعد اكتمال مرحلة التشخيص التي تعتبر من اختصاص طبيب الأطفال العام باستشارة طبيب أمراض الدم إذ إن المركز غير قادر على استقبال مريض غير مشخص بالفحوصات. العودة إلى لهيب الأرض في رحلة المريض مع المرض تصعد وتهبط حالته النفسية وفقا لمتطلبات يجدها ثم يفتقد الأخرى فما أن تطمئن النفس بالوصول إلى التشخيص ووجود سرير في العنبر حتى تبرز على السطح مشكلة وجود مسكن للمريض وذويه الذين يأتون من أقاصي الأطراف, فالبعض يضطر إلى استئجار بيت والبعض يترك الوظائف والبيت ليفترش الأرض والبعض تتفاقم مشاكله بهروب رب الأسرة والبعض الأخر يلقي اللوم على الأم لجهة أنها متسببة في المرض لعوامل وراثية تتعلق بها, ويقول د. عرفات توجد بالمستشفى باحثة اجتماعية ومتطوعون يقومون بالدعم الاجتماعي والنفسي والمادي ولا يتوقف دورنا عند ممارسة مهنة الطب فقط ولكن الطبيب يعمل كرئيس للتيم المشرف على الأعمال الاجتماعية والنفسية والمادية, وفيما توفر الحكومة العلاج الكيميائي مجانا تتكفل المنظمات بالدعم المادي بفتح حسابات في الصيدليات والمعمل ومركز فحوصات الأشعة. تفاقم الوضع تتواصل معاناة المرضى حتى بعد إكمال المرحلة الأولى من العلاج بنجاح إذ يحتاج البعض, حسب د. عرفات, إلى زراعة نخاع العظم التي تتم بالخارج بمبالغ تتراوح بين 80 إلى 100 ألف جنيه لا تتوفر إلا لعدد من المرضى يعمل ذووهم بالشرطة أو بعض مؤسسات الدولة والبعض الآخر لا يستطيع توفير المبلغ حتى أولئك الذين يتمكنون من بيع عقاراتهم وهؤلاء يحملون تقاريرهم بعد أن يئسوا من الحصول على المبلغ المطلوب ويطرقون كل الأبواب دون نتيجة ملموسة وفي النهاية ينتكس المريض ويرجع المرض بصورة أشد حتى يصل إلى الوفاة في وقت يمكن فيه الشفاء من المرض بزرع النخاع بنسبة تصل إلى 90%.. وأكدت إحصاءات المركز أن 30 مريضا من ضمن عدد المرضى المسجلين البالغ 200 مريض يحتاجون إلى زراعة نخاع العظم, وقال المختصون إن عددا من العوامل تؤثر على الحالة النفسية للمريض وذويه من ضمنها العلاج المؤلم للمريض إلى الحد الذي يصل فيه الطفل إلى رفض العلاج فضلا عن الأعراض الجانبية من العلاج مثل تساقط الشعر وفقدان المناعة وأعراض أمراض الجهاز الهضمي وما يقاسيه ذوو المرضى من الضغط المادي الذي يقع عليهم, وقد ظهرت مشاكل كثيرة يعاني منها المركز من أهمها قلة الأسرّة التي يحويها المركز وما زاد الأمر سوء إغلاق قسم أمراض الدم بمستشفى جعفر بن عوف, حيث كان يستقبل العديد من المرضى بالإضافة إلى شكوى من استهلاك الأجهزة التشخيصية فضلا عن المعاناة التي يواجهها المرضى من ضرورة توفير اختصاصيين لأمراض أخرى يصاب بها أطفال السرطان من مضاعفات مثل اختصاصيي الكلى والعيون والجراحين. ونسبة لتفاقم المرض بالسودان في الآونة الأخيرة برزت عدة منظمات تسعى للمساهمة في العلاج الذي أصبح ممكناً ومنها الجمعية السودانية لأصدقاء الأطفال, التي أفادت الصحيفة ببدايات عملها في المجال, حيث تحدث المدير التنفيذي للجمعية عبد الرحيم مبارك علي مؤكداً أن الفكرة انطلقت من داخل مستشفى الذرة بالخرطوم ومن الواقع الأليم الذي يعيشه الأطفال المصابون من نقص في الرعاية بكل جوانبها الاجتماعية والصحية والنفسية نتيجة نقص الكوادر المؤهلة والمتخصصة بجانب عدم التهيئة المناسبة للبيئة التي يوجد بها الأطفال التي ينقصها أبسط المقومات التي تساعد على الشفاء, إضافة إلى الحالة النفسية التي يعانى منها الأطفال.. ويضيف: كلنا يعلم مدى ارتفاع تكاليف علاج السرطان ورغم أن الدولة نادت بمجانية علاجه وسعت إلى توفيره إلا أنه يقل أحيانا مما يؤثر سلبا على الشفاء وحياة المرضى. اختصاصي واحد فقط للأطفال يجتهد الفريق العامل بالمستشفى أن يعمل باختصاصي واحد فقط للأطفال وعدد من الأطباء العموميين لبذل أقصى جهد لعلاج الحالات, ولكن تقف الإمكانيات عند حد معين. من هنا جاءت الجمعية كمشروع إنساني متكامل لعلاج مشكلة نفسية وصحية في ظل التزايد المستمر للمرضى، وكانت ضربة البداية في مطلع العام الماضي حيث تم وضع خطة لتنفيذ أربعة مشاريع أنجز منها اثنان في النصف الأول, والمشروعان المتبقيان قيد التنفيذ يتمثل المشروع الأول في توفير جهاز لكل طفل. جهاز لكل طفل نفذت الجمعية مشروع جهاز لكل طفل لعدد 12 سريرا بالمستشفى حيث يعمل الجهاز على تنظيم وضبط الجرعة الوريدية إضافة إلى أنه يعطى إشارة أو إنذارا في حالة وجود أي أخطاء في توصيل الأنبوب, وقد تم استيراد الأجهزة عبر شركة ناصف الطبية بتكلفة إجمالية 31 مليون و200 ألف لعدد الـ12 سريرا، تكلفة الجهاز 2.600 مليون, وهو بديل للدرب العادي بعد أن أثبتت الدراسات أنه لا يعطي ضبطا محددا للجرعة, وقد تم برنامج تدشين وصول الأجهزة بقاعة كلية الطب جامعة الخرطوم ثم توزيعها على المستشفى. وبالحديث عن مشروع تواصل الخير الذي يعتبر مشروعا مستمرا ومتصلا ويعمل بلا انقطاع حتى الآن, فقد نبعت فكرة المشروع بعد الأحداث المؤثرة التي شهدها مستشفى الذرة على صعيد الأطفال مرضى السرطان أبرزها ارتفاع تكلفة العلاج المتمثل في الدواء والتحاليل والغذاء والكساء والترحيل من وإلى المستشفى خاصة للقادمين من الولايات, تمخضت تلك الأحداث عن مشروع الخير الذي تمكنت الجمعية خلاله من تقديم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع إدارة المستشفى عبر عدة محاور, شمل الجانب الصحي منها المساهمة في توفير العلاج لغير المستطيعين والمساهمة في أسعار التحاليل والأشعة لبعض الأسر عبر مكتب الرعاية الاجتماعية وهو جزء من مكاتب المنظمة بالإضافة إلى تهيئة البيئة الصحية وتوفير الغذاء لبعض الأسر المعسرة, وقد ساهمت المنظمة في علاج بعض الأطفال خارج البلاد، كما تمت إقامة حملات تبرع بالدم بالاتفاق مع بنك الدم المركزي بجانب التعامل الخاص مع بعض الصيدليات والمعامل والإحاطة التامة بالمرضى عبر استمارات دراسة الحالة لمعرفة الظروف الاجتماعية المحيطة بالأسر والمساهمة في توفير احتياجات المرضى وذويهم في تكاليف الإقامة والسفر للولايات بالتنسيق مع إدارة الميناء البرى والتواصل الدائم بين الجمعية وأسر الأطفال, الذي يمتد إلى مقر إقامتهم الدائم وبالأخص في زمن الجرعة, وأشار في حديثة إلى كساء بعض الأسر المعسرة والترتيب لزيارات من بعض المسؤولين والخيرين إلى المستشفى, الذين تبرع جزء منهم.. وفي الجانب النفسي يوجد لدينا مكتب رعاية داخل المستشفى بالإضافة إلى البرامج الترفيهية التي أقامتها المنظمة وبرامج تثقيفية عبر محاضرات وسمنارات, وقال عبد الرحيم إن المنظمة تسعى جاهدة لتنفيذ مشروع كفالة الأطفال مرضى السرطان الذي استهدفنا به زوجات الدستوريين بمعاونة منظمة سند وتواصل وبعض الجهات الخيرية في محاولة لكفالة بعض الأطفال في العلاج وكل شيء متعلق بهم, بالإضافة إلى استمرار العمل في مشروع الاستراحة للأطفال لتوفر رعاية اجتماعية للمرضى من الأطفال وذويهم, حيث تم تصميم الخرائط اللازمة وتوفير السكن والمأكل والمشرب للمرضى وذويهم وهو مشروع إستراتيجي للجمعية نسعى لتحقيقه عبر دعم محلي وولائي من كافة الجهات الخيرية ونستهدف به الولايات خاصة المتأزمة من المشكلات بصورة عامة, ونأمل أن ينفذ في النصف الأول من العام الحالي, حيث بلغت تكلفة المشروع 556.406 جنيه, لذلك نحتاج إلى بيت أو قطعة أرض من الجهات الحكومية لتدشين العمل، وقال: نحن أول من تحرك من المنظمات في مجال العمل لمساعدة الأطفال مرضى السرطان (مجموعة متطوعي الذرة، 991... الخ) وكان هناك تنسيق بين المنظمات, حيث اجتمعنا بوزير الدولة للرعاية الاجتماعية د. سامي عبد الدائم وتم خلال الاجتماع التصديق ببناء مستشفى متخصص لعلاج الأطفال مرضى السرطان, ثم رتبنا لاجتماع ضم مستشفى الذرة ومجلس الطفولة ووكيل وزارة الصحة ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية الذي عقد بمباني وزارة الصحة مكتب الوكيل. جهات أخرى تعمل منفردة في نفس المجال دون تنسيق يذكر..!! وقال عبد الرحيم بالاجتماع برزت جهة تقدمت بطلب لتصديق بناء مستشفى لعلاج الأطفال مرضى السرطان لذلك طرحت مبادرة بتكثيف الجهود واتحادها حيث تم الاتفاق على العمل معا, وبرز رأي آخر بأن توزع الأدوار ويتم تنسيق العمل, ثم دُعينا لاجتماع بوزارة الصحة شعرنا خلاله بانفراد إحدى الجهات والعمل منفردة إلا أننا ما زلنا نناشد (بتشبيك) العمل بين المنظمات تحت اسم واحد يصب في مصلحة المرضى. <TABLE id=CommentMenu class=sectiontableheader border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" align=center> <TR> <td class=label align=left> Comments</TD></TR></TABLE>
|
| |
|