قصيدة المعهد العلمى للتجانى يوسف بشير

السحر فيكَ وَفيكَ مِـن أَسبابـه دَعـة المـدل بِعَبقـري شَبابـه
يا مَعهدي وَمَحط عَهد صِباي مِن دار تَطرُق عَـن شَبـاب نابـه
قسم البَقاء إِلَيـكَ فـي أَقـداره مَن شادَ مَجدك في قَديـم كِتابـه
وَأَفاضَ فيكَ مِن الهَـدي آياتـه وَمِن الهَوى وَالسحر ملء نِصابه
اليَوم يَدفَعُنـي الحَنيـن فَأَنثنـى وَلهان مُضطَرِبـا إِلـى أَعتابِـهِ
سَبق الهَوى عَيني في مِضمـاره وَجَرى وَأَجفَل خاطِري مِن بابة
وَدَعت غَض صِباي تَحتَ ظِلاله وَدَفنت بيض سني في مِحرابـه
وَلَقيت مِن عنت الزيود مَشاكِـلاً وَبَكيت مِن عمرو وَمِن أَعرابـه
نَضرت فَجرسنـي مِـن أَندائِـهِ وَاِشتَرَت ملء يَديء مِن أَعنابِـهِ
رَفع الشَباب إِلَيكَ مِـن أَقلامِـهِ عَمـدا مركـزة عَلـى آدابِــهِ
وَتَسابَقوا لِلمَجـد فيـكَ وَكُلنـا علق بِحَق المَجـد مِـن طُلابـه
حَتّى يَكون المَجد وَهُوَ مصـوح في الأَرض مُنقَلب عَلى أَعقابـه
صُوراً مُوَثَقة العَرى في ناشيء حدث مُصورة عَلـى أَعصابِـهِ
وَالمَجد أَجدَر بِالشَبـاب وَأَنمـا لِلناس موجـدة عَلـى أَصحابـه
هُوَ مَعهَدي وَلَئن حَفظت صَنيعه فَأَنا اِبن سرحته الَّذي غَنـى بِـهِ
فَأَعيذ ناشئة التُقـى أَن يرجفـوا بِفَتى يَمت إِلَيـهِ فـي احسابـه
ما زِلت أَكبَر في الشَباب وَأَغتَدي وَأَروح بَينَ بخ وَيا مَرحى بِـهِ
حَتّى رَميت وَلَستُ أَول كَوكَـب نَفس الزَمان عَلَيهِ فَضل شِهابـه
قالوا وَارجفت النُفوس وَأَوجفـت هَلَعاً وَهاجَ وَماجَ قُسـور غابـه
كفر اِبن يوسف مِن شَقي وَأَعتَدي وَبَغى وَلَسـتُ بِعابـئ أَو آبـه
قالو احرقُوه بل اصلبوه بل انسفو للريح ناجس عظمه وإهابه
وَلَو ان فَوق المَوت مِن مُتلمـس لِلمَرء مـد إِلَـي مِـن أَسبابـه

ولد التجاني حراً محباً للحرية لا يحب التقيد إلا أن بيئته التي تربي فيها تقيده وتحرمه من ممارسة حريته ودراسته في الخلوة هي الأخري أصبحت مانعاً له من ممارسة حريته مما جعله يكره الخلوة والرواح إليها إلا أنه كان مجبراً عليها مما دفعه إلي تصوير مشاعر صادقة في تلك اللحظات في صيدته المشهورة بعنوان الخلوة التي جاء نصها:

هب من نومه يدعدع عينيــه مشيحاً بوجــه في الصبــاح*2

ساخطــاً يلعن ما في الأرض مــن عالــم ومــن أشباح

حنفت نفسه وضاقت به الحيلـة وأهتاجــــه بفيـض الرواح

وأهـابت به الظــلال وقـد نشرن في جلـوة القري والبطاح

خفقت في خياله ذكريات الروح وأعتــاده مطيف الجمــاح

وهنا يظهر علي التجاني قلق واضح سيطر علي عواطفه مما جعله صادقاً مصوراً أحساسه في قصيدة الخلوة ولما كانت نشأة التجاني نشأة صوفية دينية كان لابد له أن يواصل مشواره المرسوم له حيث التحق بالمعهد العلمي بأم درمان الذي يعتبر مواصلة إلي مشواره رغماً عن دراسته التي إختارتها له الظروف التي تحيط به وحرمته عن المواصلة في المدارس الحكومية والأهلية