......................................
ادة الله أعظم الأثر في صلاح الفرد والمجتمع والكون كله، فأما أثر العبادة على الكون وعلى
البشرية عامة فهي سبب نظام الكون وصلاحه، وسبيل سعادة الإنسان ورفعته في الدنيا والآخرة،
وكلما كان الناس أقرب إلى العبادة كان الكون أقرب إلى الصلاح، والعكس بالعكس، فإن انهمكوا في
المعاصي والسيئات وتركوا الواجبات والطاعات كان ذلك مؤذنا بخراب الكون وزواله، ومن تأمل كيف أن
القيامة لا تقوم إلا على شرار الخلق حين لا يقال في الكون كله (الله الله) علم صحة ما ذكرنا.
والعبادة هي الزمام الذي يكبح جماح النفس البشرية أن تلغ في شهواتها، وهي السبيل الذي يحجز
البشرية عن التمرد على شرع الله تعالى، قال تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}
(العنكبوت:45) فالعبادة ضمانة أخرى من أن تنحرف البشرية في مهاوي الردى وطرق الضلال.
والعبادة سبب للرخاء الاقتصادي واستنزال رحمات الله وبركاته على البلاد والعباد، قال تعالى: {ولو أن
أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} (الأعراف:96).........................
هذا بالنسبه....للكون كله.....أما بالنسبه للفرد :
===========================
الأمر الأول: طمأنينة القلب وراحته ورضاه، قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله
تطمئن القلوب} (الرعد:28).......................................................................................
الأمر الثاني: نور الوجه، قال تعالى: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} (الفتح:29) وقال عن
الكافرين: {والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما
أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (يونس:27).............
الأمر الثالث: سعة الرزق والبركة فيه، ويدل على ذلك قصة أصحاب الجنة الذين بارك الله لهم في جنتهم
في حياة والدهم بطاعته ورحمته بالفقراء، حتى إذا مات وورثوا الأرض من بعده عزموا على حرمان
الفقراء، فأرسل الله على جنتهم صاعقة فجعلتها كالصريم محترقة سوداء كالليل البهيم، قال تعالى:
{إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون} (القلم:17)...........
مواقف الناس في عبادتهم لربهم :
====================
ما من حسنة إلا وللشيطان فيها نزغتان، نزغة إلى إفراط ونزغة إلى تفريط، ودين الله وسط بين الغالي
فيه والجافي عنه، والعبادة شأنها شأن ذلك، فطائفة فرّطت في عبادة الله سبحانه، ولم تلق بالاً
للأوامر الشرعية والشعائر الدينية، وهؤلاء هم العصاة، وطائفة غلت في العبادة، حتى خرجت عن
المشروع، فابتدعوا المحدثات، وتعبدوا بالبدع، وطائفة اتبعت الحق وتوسطت الأمر واتبعت المنهج الوسط
الذي يوازن بين حاجات الجسد وتطلعات الروح.............................................................
تلك كانت لمحة عن أهمية العبادة وشأنها في الإسلام، فينبغي على المسلم أن يحرص على التزود
منها فرضا ونفلا، وأن يؤديها كما أرادها الله خالصة لوجهه من غير رياء ولا سمعة، صافية من البدع
والأهواء، فمن حرص على ذلك كان حريا أن تقبل عبادته، وأن ينال رضا ربه، ويدخل جنة عرضها
السموات والأرض أعدت للمتقين...............................................................
=