مسكنات الألأم ... طريق سريع إلي الأدمان

من المنظور التاريخي دائما ماعرف الأدمان علي أنه نوع من الأعتماد الشديد و الحاجة الملحة القهرية لتناول و تعاطي بعض المواد الكيميائية مثل الكحوليات، و التبغ و الهيرويين و غيرها كالعقاقير الأدوية ذات التأثير النفسي و العصبي ، القادرة علي العبور من الدم إلي المخ و تغيير البيئة الكيمائية الخاصة بالجهاز العصبي بشكل مؤقت. و يمكن أيضا تعريف الأدمان على إنه الأرتباط الدائم و المستمر بمادة كيميائية، أو نمط سلوكي معين، علي رغم التبعيات السلبيه المصاحبة و في هذه الحالات، يكون الهدف الأولي هو البحث عن المتعة و اللذه، و بمرور الوقت تتولد حاجة لتعاطي تلك الماده أو ممارسة ذلك السلوك، كي يشعر الشخص بالأستقرار و الهدوء و السكينة بشكل طبيعي. و في الأونة الأخيره أتسع نطاق تطبيق مصطلح الأدمان، من قبل المختصيين و العامة علي حد سواء، ليشمل مواد و سلوكيات متنوعة، مثل لعب القمار و مشاهدة الأفلام الخليعة بأستمرار، و تناول كميات كبيره أو أنواع خاصة من الطعام، وإستخدام الكمبيوتر بأفراط و تصفح النت لساعات طويله ، و ممارسة الرياضة بشكل يومي قسري ، و الأنغماس في العمل خارج الحدود الطبيعية ، وقضاء معظم الوقت أمام شاشة التلفزيون، و التطرف في ممارسة الشعائر الدينية و الروحانية ، و الهوس بالممثلين و أبطال السينما، و إنفاق الغالي و الرخيص علي التسوق لأغراض ليست ضرورية

وبين أنواع الأدمان هذة، شهد العقدان الماضيان زياده هائلة في نوع خاص من الأدمان وصل إلي درجة الوباء وهو إدمان العقاقير التي تصرف من خلال الوصفات الطبية. و ضحايا هذا النوع من الأمان لا يدرجون ضمن الصورة النمطية لمدمني المخدرات و المجرمين و نزلاء السجون بل غالبا ما يكونو أشخاصا عاديين ، و كثيرا ما يكونون ذو مهن مرموقة مثل الأطباء و المحاميين و القضاء و الأقتصاديين و السياسيين و الأعلاميين و غيرهم من أعمدة المجتمع و شرائحه المختلفة، و يمكن إدراك حجم هذا الوباء من خلال بعض الأحصائيات الصادره عن مركز التحكم و الوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة، و هي أحدي أفضل دول العالم علي صعيد جمع و تحليل البيانات الصحية و الطبية المختلفة ، و ليس فقط في جانب الأدمان وحده

و في الولايات المتحدة تظهر الأحصائيات أن عدد الوصفات الطبية لطائفة خاصة من العقاقير تستخدم أساسا لتسكين اللآلام و تعرف بمشتقات الأفيون، قد زاد منذ عقد التسعينات بمقدار ١٠ أضعاف ففي عام٢٠٠٧ بلغ عدد الوصفات الطبية لمشتقات الأفيون أكثر من ٢١ مليون وصفة، تم صرفها ل ٣,٧ مليون أمريكي . و في الوقت نفسه أقر ٥,٢ مليون أمريكي فوق سن ال١٢ سنه بأستخدامهم عقاقير من مشتقات الأفيون دون سبب صحي أو طبي.
وهذا الأنتشار الوبائي لأدمان مسكنات الآلام في الولايات المتحده، و في العديد من دول العالم الأخري ، نتج عنه تضاعف في عدد زيارات أقسام الطوارئ بسبب الجرعات الزائدة من مشتقات الأفيون خلال أربع سنوات فقط، ما بين عامي ٢٠٠٤ و ٢٠٠٨ و بالتبعية أيضا زاد عدد الوفيات الناتجة عن التسمم بالجرعات الزائدة تحتل رأس قائمة الوفيات العرضية أو غير المقصودة في ١٨ ولاية أمريكية ، متخطية عدد الوفيات الناتجة عن حوادث السيارات و الطرق .....

ولكن ماهي أسباب وقوع هذا العدد الهائل من الأشخاص العاديين ضحية لأدمان العقاقير و الأدوية الطبية؟؟؟
إجابة هذا السؤال معقدة و متعددة الجوانب إلي حد كبير ، وهنا تساق عدة أسباب
١- يلقي بعض اللوم علي تغير في الثقافة الطبية و العامة ، بحيث أصبح تحمل أبسط درجات الألم غير مقبول طبيا و ثقافيا مما سهل من وصف و تعاطي هذا النوع من العقاقير الطبية
٢- الزيادة الواضحة في أنواع و أشكال مسكنات اللآلام ، و في قوة مفعولها و تأثيرها ، في ظل الطلب المتنامي علي أستخدامها من ملايين الأشخاص في العالم سنويا ، مما جعلها من أكثر أنواع العقاقير ربحيآ لشركات الأدوية
٣- ضعف الوعي الصحي لدي العامة بخطورة هذا النوع من العقاقير ، و بسهولة تناول جرعات زائدة منها بطريق الخطأ، و بتضاعف تأثيرها في حالة تعاطي أكثر من عقار في الوقت نفسه
وفي النهاية يوجه البعض أصابع الأتهام إلي أفراد المجتمع الطبي ، متهمين أياهم بأستسهال وصف مسكن الألام بدلا من إنفاق الوقت الكافي لتشخيص سبب الألم ، و تطبيق وسائل علاجية أخري ، و في بعض الحالات توجد شبهة المنفعة المادية ، كون مدمني هذه الطائفة من العقاقير يعمدون لزيارة طبيبهم بشكل دوري و متكرر لسنوات و عقود . مما يحقق دخلا ماديا ملحوظا للطبيب المعالج ، و يمكن أضافة سبب خاص لهذه القائمة الطويلة من الأسباب يتمثل في السماح لشركات صناعة الأدوية بالأعلان عن منتجاتها بشكل مباشر للمرضي، مما يدفع هؤلاء للأصرار علي طلب مسكنات الآلم من هذا النوع ، أو ذاك عند زيارتهم لطبيبهم ، دون أن يكونو علي دارية تامة بعواقبها
و مثل هذا التنوع في أسباب الوباء الحالي من إدمان مسكنات الألام يتطلب أستراتيجة خاصة للتعامل مع الموقف ، تأخذ في الأعتبار المفاهيم الثقافية الشائعة ، ودرجة الوعي الصحي بمخاطر مسكنات الألام ، و التدقق بشكل أكبر في الفوائد المالية للمنشأت الصحية و شركات الأدوية ، أذا ما كان لنا أن نقلل من عدد الضحايا الذين يسقطون في براثن هذه الطائفة من العقاقير الطبية
و في حلقة أخري و مواصلا لهذا البوست ، سأكتب لكم بالتفصيل عن هذه المسكنات ، خصوصا المتداوله في مناطقنا و بلادنا ، حتي نتفادي أستعمالها إلا عند الضرورة القصوي ، و حمانا الله و إياكم و كل أهلنا بالسودان من كل مرض و من هذه العقاقير المسكنة للآلام

طبعا البنقو مصنف كمخدرات و ممنوع تداوله ، و أحد الشباب من اليمن السعيد ، قال لي القات منعوه في أمريكا ، لذلك يسافر لبريطانيا كثيرا لتخزين القات ، لأنو هناك مسموح و القانون البريطاني لا يمنع تداوله
أما سبب كتابتي لهذا البوست لأن العقاقير المسكنة هذه تداولها غير ممنوع في العالم ، كبقية المخدرات المعروفة كالبنقو و الهيرويين ، و موجودة في كل الصيدليات و يمكن لأي طبيب أن يكتب ليك روشته ، و الزول ببقي مدمن بعد فتره ، المهم سأصنف لكم بعضها و تركيبتها الكيمائية و تأثيرها في الأدمان ، و سأركز علي ما يصدر لنا في بلادنا ، حتي نتفادي أستعمالها إلا عند الضرورة الشديدة ، و أحترسوا علي أطفالكم و نسائكم خصوصا لو كانت حامل من هذه الأوبئة ، و حمانا الله وياكم من شرها و شرورها

أنا أكان كدي زولا بره الشبكة ساي ، قلت أكتب الموضوع ده و أبين مخاطرو لعيالنا قبل مايصلهم ، أتاريك الكتاحة دي وصلت البلد يا ود جمعة
و ماني داري ، حسبي الله و نعم الوكيل ، لكن برضو حاواصل فيهو بأذن الله الواحد الأحد أكان بقي في العمر بقية