[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]نيكولاس دي. كريستوف *
في الأشهر القليلة الماضية في الوقت الذي يتساءل فيه الأميركيون فيما بينهم بشأن حالة الإقتصاد أو الطقس، يعيش رايان بويتي في قطية مشيدة من الطين والقش في ولاية جنوب كردفان..
رايان بويتي وهو مواطن أميركي من ولاية فلوريدا يبلغ من العمر 30 عاماً يعيش في جبال النوبة وقد أصبح شخصية مؤثرة ويتحدث اللغات المحلية مثل الأوتورو واللغة العربية، وقد انتقل إلى جبال النوبة في عام 2003 وعمل مع منظمة (ساماريتان بارس) وهي مجموعة عون إنساني بقيادة القس فرانكلين جراهام.
في بداية هذا العام تزوج رايان من سيدة محلية (عاملة صحية) اسمها جزيرة ، وحضر الزواج ستة آلاف من مواطني جبال النوبة مع والديه اللذين حضرا من فلوريدا لمشاركته أفراحه.
ومنذ اندلاع القتال في يونيو الماضي في ولاية جنوب كردفان سحبت منظمات العون العاملين لديها، لكن ريان قرر عدم الهرب وعندما طلبت منه منظمته الإنسحاب من المنطقة قرر الإستقالة والبقاء.
ويقول رايان " حاول الكثيرون إقناعي بالمغادرة، هنا تعيش زوجتي، وهنا عشت ثماني سنوات ويصعب علي أن أغادر على متن أية طائرة بكل بساطة وأقول لزوجتي وداعاً آمل أن أراك بعد نهاية هذه الأحداث".
أسس رايان شبكة من 15 شخصاً لجمع المعلومات والصور الفوتوغرافية وتسجيلات الفيديو لتوثيق أية أعمال عنف، مستخدماً كمبيوترا محمولا يعمل بالطاقة الشمسية وهاتفا موصولا بالأقمار الإصطناعية لنقل ما وثقه إلى الغرب، لاسيما إلى "مشروع كفاية" ومقره واشنطون، ويقوم رايان بتوفير لقاءات مع شهود عيان لمساعدة مشروع كفاية ومبادرة هارفارد الإنسانية للحصول على أدلة عن أية انتهاكات قد تكون وقعت،كما يساعد الصحفيين على فهم ما يجري هناك.
وبسبب الإحباط الذي أصاب رايان لعدم الإنتباه لمشكلة جبال النوبة قرر العودة إلى الولايات المتحدة ، ولأنه لم يستطع الحصول على تأشيرة لزوجته بسبب طول إجراءات حصول تأشيرة للزوجة للولايات المتحدة، تركها في معسكر للاجئين بجنوب السودان يقيم فيه 15 ألف لاجئ ويسعى من جهة أخرى لتوفير الإحتياجات الصحية لهم.
في واشنطن قام رايان بتقديم إفادته أمام الكونغرس والتقى مسؤولين في البيت الأبيض، وسيعود رايان للإلتحاق بزوجته جزيرة، في وضع أكثر خطورة هذه المرة بعد أن أصبح معروفاً.
سألت رايان ما إذا قرر إستخدام موقع التواصل الإجتماعي ( تويتر) فأجابني مستغرباً أي (تويتر) ! إنني كنت أقيم في الأدغال لمدة تسع سنوات، لذلك لا أعرف كيف أستخدمه. ولكنه يخطط لتعلم كيفية إستخدامه.