إلتقينا بسوق الكلاكلة ( اللفة ) أنا ورفقاء الدرب العطبراويين
د/ أشرف محمود صالح والباشمهندس / محمد علي نور الدائم , وكذلك الأستاذ / علاء الدين حسن .... وشرف الجلسة الأخ / عادل ...من مواطني الكلاكلة ...فتسامرنا وتعشينا وكان ذلك بمثابة وداع لي , إذ أن حضوري للمطار لرحلة العودة لسلطنة عمان كان الساعة ال11م ...
خفنا من سرقة الزمن , وكعادتي كنت آخر من يحضر , ودوما" ( مكابس ) ,, لكن هذه المرة الموضوع ( طيارة ) ومكن تفوتك وتتجهجه . لذا عندما كان رفقاء سفري في المطارحاضرين وبصدد إنهاء إجراءات سفرهم , كنت أنا أتعشي وأتونس وفي الكلاكلة بعيدا" عن المطار ...,
وفجأة تعجلنا في طريقنا للمطار , وتحسست ( الموبايل ) كعادتي ,, فإذا بي لا أجده ,, ياساتر .... لأول مرة يا شبس تمتلك تلفون محترم وهاهو يضيع , فتلفوناتك كلها سكند وقد تكون ( ثيرد ) هاند ودائما" في زيارات متكررة للصيانة , فبعد أن تقتني هاتف شوية يشبه تلفونات الناس , يقوم يضيع فمرحبا" بك للمربع الأول ..
والمشكلة الثانية أن معظم الأرقام به , فسأكون في عزلة
إضافة إلي أن أرقام الأفاضل / المهندسين : عمر محمود الحارث و ناجي تاج السر ود/ الهادي أحمد محمد عبده ود/ طارق مكي بالأمارات , بتصل عليهم من المطار وأسلم عليهم ..
والمشكلة ضيق الزمن , لكن لاسبيل إلا الرجوع وتفتيش الهاتف .فبدأ محمد علي بالإتصال عليه , فيرن ويرن ولا أحد يرد ..فإطماننت شوية , لأنه قد تكون النية حسنة لأنو الماناوي يرجعو بيقفلو..
وزميلي محمد أصر علي الرجوع ....
وعدنا لآخر محطة وهي التي إشترينا منها ( سكراتش ) , فإذا بنا نجد شخص واقف ومتحير وماسك التلفون ولا يعرف كيف يرجعه لصاحبه ..فأعطانا التلفون بكل سرور ,,, فطلبت منه أن يعطيني رقمو ...
أتدرون ماذا كانت إجابته ؟؟
قال لي : ماعندي تلفون ..
أنا : عندك شريحة بس ماعندك هاتف ؟؟
أجاب : لا ماعندي شريحة ..
تعجبت , من هذا الشخص , علي الرغم أن الشريحة وصلت لسعر 2 جنيه فقط ..
وعرفت إنه عامل يرازق في سوق ( اللفة ) ...
قارنته بسرعة بمن ( يكابس ) في المواصلات في ( أبي جنزير ) ويزاحم ليخرج بغنيمة هاتف , وما أن يتمكن منه , حتي يطوعه ليضمن أن يقول الهاتف لصاحبه : ( هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حاليا" )
مثل هؤلاء لا أحب أن تنقطع به صلتي ماحييت , طلبنا منه عنوان أو أي رقم , لكنه لم يحب ذلك بل كان هدفه وهمه كيف يوصل الهاتف لصاحبه .. وسأله محمد : لماذا لم ترد علي الهاتف لمن ضربنا ليك فأجاب : ماقدرت أفتحو .. الهاتف شاشة فقط ولا أزرارأرقام .( فقد كان باللمس )
حاولت عنوان له لتكون هديتي له تلفون وشريحة , فرفض بل كان يحاول ( المخارجة ) فقد تجمع المارة وكانوا في حيرة , كيف زول يلقي تلفون ويرجعو وفي هذا الزمن ... تعجب الناس من هذه العملة النادرة القيمة والتي لا وجود لها .
ففي عجالة أعطيناه اللي فيها النصيب , فرفض , إلا بالإلحاح وتذكرنا المطار وكانت سيارة أشرف لا زالت ( مدورة ) , فركبنا مستعجلين وكان حديثنا في رحلة الذهاب للمطار كان ذلكم المثال ,,,, لكنه شغل حيزا" كبيرا" في وجداني وذاكرتي بل طبع بصمة في حياتي لن أنساها , بل هو من المحطات الرئيسية في رحلتي إستكين فيها لأتزود بالقيم الفاضله كلما قل الزاد ..
أيقنت أن التربية أكبر إستثمار وأن الام برضاعتها هي التي ترضع طفلها الشهامة والكرم والأصالة وأن الأب كلما جلب حلالا" بعرق جبينه لن يضيع سدي ...
وإستحضرتني حكمة الوالدة ( رحمها الله ) حين كانت تزودنا إبان تربيتنا بالحكم , إذ قالت لنا يوما" : الأم هي التي تبقي ولدها حرامي ..
فسألتها : كيف ؟
فأجابت : لمن يجيب كورة من برة وهو لسه ولد صغير ( مع إنو الكورة ليست ملكه )
تقول ليهو: ألعب بيها جوه وماتطلع بيها لأنو بيشيلوها منك ..
( مع قناعتها إنو الكورة ليست ملكه ) فتبدأ من الكورة ولعبات الأطفال في الطفولة وتنتهي بنط الحيط في الكبر..