الهاتف المحمول بدلاً من العملية الجراحية

وجد الصم بديلاً لمعضلة قراءة الشفاه أم الخضوع لعملية جراحية في الأذن لزرع أجهزة منمنمة خاصة عبر المبضع الجراحي لا يتمكن الجميع من تحمل أكلافها. ان هذا البديل عبارة عن هاتف محمول ابتكره الباحثون الأميركيون في معهد "ماساشوستس اينستيتيوت أوف تكنولوجي" العريق. ينتمي هذا الهاتف الى فئة الهواتف الذكية "سمارت فون" وهو قادر على تحويل صوت المتحدث الى إشارات حسية لمسية يفهمها المستمع "الأطرش".

ان قراءة الشفاه وسيلة أساسية لدى معظم الصم لفهم حديث من هو أمامهم. لكن هذا النظام لا يخلو من مشاكل لا سيما في نطق بعض الأحرف الأبجدية. لتخطي هذه المشاكل، ابتكر الأميركيون نظاماً لمسياً قادر على تحويل الموجات الصوتية الى ذبذبات. ويمكن للصم لمس هذه الذبذبات عن طريق الطبقة الجلدية. وصمم هذا النظام لترجمة جميع الأحرف والكلمات بدقة الى الصم. ويستمد هذا المشروع الأميركي فكرته من طريقة تدعى "تادوما" وهي المعتمدة للتواصل للأشخاص الصم والبكم الذين يلجئون الى لمس شفتي وحنجرة المتحدث أثناء الكلام. الآن، اخترع الباحثون النسخة التكنولوجية لطريقة "تادوما".

بالطبع، تنجح العمليات الجراحية من معالجة بعض زوايا الإعاقة السمعية لدى الصم بيد أن أكلافها الباهظة تحول دون أن يتمكن سكان العديد من الدول الفقيرة من اللجوء إليها. في سياق متصل، زرع الباحثون الأميركيون في الهاتف المحمول ميكروفون ومعالج إلكتروني ونظام ذبذبات تصل بسرعة الى الجلد. ويترجم هذا النظام، الى ذبذبات قابلة للمس، الأصوات عالية التردد وتلك المتدنية التردد. ويمكن للصم حمل هذا الهاتف المحمول الذكي حول العنق أو باليد لفهم هذه الذبذبات(الإشارات) اللمسية. على صعيد قدرة الجلد على "قراءة" هذه الذبذبات فإنها تكون دوماً ما دون 500 هرتز. في حين تستطيع الأذن البشرية رصد حتى تلك الأعلى من 20 ألف هرتز.