تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
القصة واقعية وعلي ذمة الراوي ......
وزيرقادم إلي عطبرة , وهو داخل الي عطبرة عن طريق الكوبري القديم , وفي منتصف الكوبري ,تعطلت حركة السير فيه , فأفادوه بأن الكوبري سيغلق لفترة وقد تطول هذه الفترة , فطلبوا منه أن يعود للخلف ليخلوا له العين الآخري للكوبري , فأجاب : لست متعودا" بالرجوع للخلف , و سإنتظر
فأوضحوا له أن حل هذا الموضوع , من سحب السيارة المتعطلة أو صيانتها قد يطول
فأجاب : مافي مشكلة .
فتساؤلي , هل الوزير علي حق !!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
فأنا أعرف أن الإنسان يمكنه التراجع قليلا"وذلك من أجل التقدم , وهل الحيوانات المفترسة , وعلي راسها الاسد لاترجع للوراء إلا إذا همت بالإنقضاض علي فريستها , وبقوة ؟
حتي القطار , في ( المقابلات ) تراه يحيد عن الطريق , ويتراجع للخلف , وذلك ليفسح الطريق لأحد القطارات المقابلة , فتراه يرجع لينزوي في مسار فرعي , ليعود بعدها في الخط الصحيح .
حتي في المحطات الكبيرة فتري ( المناورة ) تروح وتجي ذهابا" وإيابا" في الخطوط الفرعية , أي للأمام وإلي الخلف .
يعجبني قرار الوزير بأن يضع الفرد لنفسه مبادئ في حياته ويشرع في تطبيقها في خلال حياته اليومية , ولكن إذا ماكن هناك ضرر لك أو للعامة فيجب تفاديه , بل الأسلم إنه إذا ماكان هناك مصلحة عامه تتعارض مع مصلحة الفرد , فيجب علي الفرد أن يضحي من أجل العامة , وكما رأيتم فإنها فقط كان تطبيق المبدأ لإرضاءالنفس .
وقد يكون من هو عالق و( مزنوق ) بين الوزير وبين السيارة المتعطلة , فكيف له السبيل أن يخرج إذا ما كان الوزير مصرا" علي عدم الرجوع للخلف , حتي ولو أن الجهات المسئولة قد فتحت العين الأخري كمخرج طوارئ وحل!!؟؟ فكيف له السبيل ؟؟
قد يتأخرحل الموضوع للصباح , فهل سيقضي الوزير سهرته في سيارته , أم هل سيترك سيارته للصبح في مكانها وهو محتاج أليها ؟ والواضح والمعهود أن السلطات ستنظم حل مثل هذه الأزمات بأيسر مايكون . ولكم رأينا ذلك في تقاطعات حدث فيها إختناق أو في تقاطع إشارته متعطلة .
وهنا سيقومون بفتح العين الأخري , علي أن يكون هناك شرطي أو ضابط مراقب لكل مدخل , وسيسمحون لبعض السيارات بالعبور دخولا" الي عطبرة وقفل الخارج منها ومن ثم يسمحون بالعبور خروجا" من عطبرة و قفل المعبر للسيارات الداخلة لها .
وكلنا في بعض الأحيان وعند الإلتقاءات بسيارات أخري وتحدث إختناقات بسببها ,وتكون المواجهة بينك وبين سيارة أخري , تجدنا نتعصب , وتقول : إرجع إنت
والأخر يصر: أرجع أنا ليه , الليله أصلو مابرجع , أبيت مابرجع ماترجع إنت .
وفي كثير من الأحيان نبطل محرك السيارة ونقول : أنا ما مستعجل , يالله نشوف البيتنازل منو !
وأحيانا تتعذر للأخرين , الذين يمثلون لجنة وساطة وصلح لفض الإختناقات , فتقول لهم وفي قرارة نفسك , أنت غير مقتنع , فتقول لهم وأنت توقف المحرك : ( هو ذاتوسيارتي متعطلة وخربانة) .
نعم قد تكون سيارتك الأسبوع الماضي كانت في الصناعية وفي الصيانة , لكنه ليس هو السبب المقنع لذاتك , بل تذكره لتتعذر به فقط ....
لذا أسالكم وبعضكم سيعلق علي مقالي هذا ,,,,,
من منكم حدث له مثل هذا الموقف فتعصب لرأيه ونوي الا يرجع ؟؟؟؟
سابدأ بنفسي .
أنا حدث لي هذا مرارا" وتكرارا" , وبعدها تتمني , ليتني أفسحت الطريق وتحس بعدها بالندم , ودائما" الشيطان يغويك بأنك في موقف أقوي فلاتتنازل , مع علمنا التام ب :-
- نصيحة الرسول صلي الله عليه وسلم وتذكيره لنا بأنه : ( ليس الشديد بالصرعة , ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب )
- وكذلك علمنا التام من وصاياه صلي الله عليه وسلم لرجل طلب منه : أوصني يارسول الله .
فقال له : لاتغضب
وطلب منه ثانية" : أوصني يارسول الله
فقال له : لاتغضب , وكررها ثلاثا".
- وكذلك نذكر الآية الكريمة: ( وإذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فأفسحوا يفسح الله لكم )
- ونذكر أنفسنا كذلك أن من ضمن وصاياه صلي الله عليه وسلم وحرصه علي مصلحة المجتمعات ومصلحة الأمة :مصلحة الجماعة مقدمة علي مصلحة الفرد .
فهلا وضعنا ماقرأته نصب أعيننا , فأنا وأنتم كلنا نعرف ماذكر , ولكن النفس تحب الذكري , فالذكري تنفع المؤمنين . وليتنا نطبق مانعلم , حتي ولو بدأنا باليسير . ولنصحح أنفسنا تدريجيا" وكلنا يعلم نفسه جيدا" ونعلم قصورها وتصيرها ونقائصها , وكلنا يعي معاني الفضيلة , وبك أنت سيدي يكبر وينمو المجتمع , وبك أنت تقوي الأمة الإسلامية , فضع نصب أعينك ,,,,,,,,
( قد أفلح من زكاها ).