[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]النسيان لحفظ القرآن نعمة قد لا تدرك أهميتها ؟؟؟؟
الدافع الذاتي والرغبة الصادقة لها اكبر الأثر..
قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله : من صدق العزيمة يئس منه الشيطان ومتى كان العبد مترددا طمع فيه الشيطان وسوّفه ومنّاه..
النسيان :
النسيان شيء فطري في الإنسان وهو يختلف عادة من شخص لأخر ....وقد شاءت حكمة الله تعالى أن يتفلت حفظ القرآن من الصدور ....وهذا نعمة لأنه في النسيان فوائد وحكم كثيرة من أبرزها :
1_ ابتلاء وامتحان قلوب العباد لكي يتميز الفرق بين القلب المتعلق بالقرآن المواظب على تلاوته والقلب الذي تعلق به وقت الحفظ ثم فترت همته وانصرف عنه حتى نسيه ..
2_الحكمة ثانية : تقوية دافع المسلم على الإكثار من تلاوة القرآن الكريم لينال الأجر العظيم بكل حرف يتلوه ولو انه حفظ القرآن فلم ينس لما احتاج إلى كثرة التلاوة وبذلك يضّيع على نفسه حسنات كثيييييرة ..فالنسيان لحفظ القرآن نعمة قد لا يدرك المسلم أهميتها ...فالنسيان يدفعك إلى الحرص على التلاوة المستمرة ويزيد أجرك عند ربك لان لك بكل حرف تتلوه حسنة والحسنة بعشر أمثالها ...
وفي الحديث الصحيح في البخاري : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقّلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت ..
وقال الحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الحديث : ما دام تعهد القرآن موجود فالحفظ موجود ، كما أن البعير ما دام مشدودا بالعقال فهو محفوظ ، وخص الإبل بالذكر لانها أشد الحيوان الإنسي نفوراً ، وفي تحصيلها بعد إستمكان نفورها صعوبة (فتح الباري شرح صحيح البخاري).
وفي رواية أخرى : استذكروا القرآن فلهوا اشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقلها (رواه مسلم) والتفصي هو التفلت ...
وهذا الحديث يوافق الآيتين :
قال تعالى : إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا
وقال تعالى : ولقد يسرنا القرآن للذكر ..
فمن اقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسر له ، ومن أعرض عنه تفلت منه .
والنسيان نوعان:
1_ النوع الأول هو الذي ينشأ عن التعلق القلبي بأمور الدنيا وكثرة الانشغال بها حتى يؤدي ذلك إلى إهمال مراجعة القرآن وترك تلاوته وهذا النوع مذموم ..
2_ النوع الثاني هو الذي لا ينشأ عن تقصير وإهمال وإنما ينتج عن تقدم السن وضعف الذاكرة أو أي ضرورة أو عذر شرعي فهذا إن شاء الله غير مذموم شرعا ..
والمعرض عن تعهد القرآن سيعرضه للنسيان وذلك يدل على قلة اعتناءه بكتاب الله تعالى وعدم مبلاة بهذه النعمة التى نالها ...
قال الإمام ابن المنادى رحمه الله تعالى : ما زال السلف يرهبون نسيان حفظ القرآن لما في ذلك من النقص ..
وختاما : أقول لحافظ القرآن هذا الكنز الذي أودعه الله في صدرك وهذه المنزلة التي بوأك إياها وهذا الشرف الذي نلته ...ينبغي لك إكرام القرآن الذي في صدرك والتخلق بأخلاقه وصيانة نفسك وتقوى الله في السر والعلن صيانة تميزك عن سائر الناس ..
وينبغي لحافظ القرآن أن ينشغل بإصلاح نفسه وأهله حافظا للسانه مميزا لكلامه يتصفح القرآن ليؤدب نفسه ويقول لها متى استغنى بالله عن غيره؟ ومتى أكون من المتقين ؟ ومتى أكون من المحسنين ؟ومتى أكون من المتوكلين؟ ومتى أكون من الخاشعين؟ ومتى أتوب من الذنوب؟ متى اعرف نعم الله ؟متى اشكر عليها ؟متى افقه ما اتلو؟ متى استحي من الله حق الحياء ؟متى أصلح ما فسد من امري ؟متى أتزود ليوم معادي ؟متى أعمر قبري؟ متى ومتى و متى
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض القرآن فكــــان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح ...فمن كانت هذه صفته فقد تلاه حق تلاوته ..
وبعدُ فالانسان ليش يشرفُ *** إلا بمــــا يحفظهُ ويعرفُ
لذاك كــــان حاملو القرآن ِ *** أشراف الأمة أولي الإحسان ِ
وإنهم في الناس أهل الله *** وإن ربــــــــــــنا بهم يبــــــاهي
وقال في القرآن عنهم وكفى *** بأنـــه أورثه مـــــــن اصطفى
وهو في الاخرة شافع مشفعُ *** فيه وقوله عليــــــــــه يُسمعُ
يُعطى به الملك مع الخلد إذا *** تُوِّجَهُ تـــاج الكرامة كـــــــذا
يقرأ ويرقــــــى درج الجنان ِ *** وأبــــــــواه منه يُكســــــيان ِ
فليحرص السعيدُ في تحصيله *** ولا يملَّ قــــــــط من ترتيلهِ
وليجتهد فيه وفي تصحيحه ِ *** على الذي نُقل من صحيحه ِ
(ابن الجزري)
من كتاب : ورتل القرآن ترتيلا